قوبلت زيارة السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي أمس، منزل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، في محلة تلة الخياط في بيروت بتظاهرة احتجاج قام بها عشرات الشبان من «الجماعة الإسلامية»، الذين رفعوا علم الثورة السورية ولافتات تؤيدها وهتفوا ضد السفير السوري وضد المفتي قباني أيضاً، وحال عناصر قوى الأمن الذين طوقوا المكان دون اقترابهم من المبنى. وكان الديبلوماسي السوري سمع من قباني إدانته «إراقة الدماء وسقوط آلاف الشهداء والضحايا والأبرياء من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال من أبناء سورية الشقيقة بعد المجازر الأخيرة، ولا سيما مجزرة حي كرم الزيتون وحي العدوية في حمص التي استهدفت أسراً بريئة بكاملها». وأبدى قباني، بحسب بيان صادر عن مكتبه الإعلامي «تخوفه وقلقه مما ستؤول إليه مجريات الأحداث في سورية»، ودعا إلى «وقف القتل فوراً ووضع حد لاستباحة الدم البريء واستحلال النفس التي حرم الله إلا بالحق». وسأل «أن يحفظ الله سورية وشعبها الشقيق ووحدتها الوطنية». أما السفير علي فقال بعد اللقاء إن البحث تركز «على الحرص على الوحدة الوطنية اللبنانية والسورية والعلاقة الأخوية بين البلدين، وركز سماحته على ضرورة الحفاظ على لغة التفاهم والعيش المشترك ونبذ الفتنة وعدم الإصغاء إلى الأصوات التي تحرض على الفتنة الداخلية سواء في لبنان أم في أي بلد مجاور». وأكد أن «سورية بخير وتقود مواجهة مع القوى الخارجة على القانون، وأصبح واضحاً للجميع أنها قوى خارجية بالمال والسلاح والإعلام تحرض على انقسام وفتنة في الداخل، وهذا اصطدم بوعي وطني سوري شديد التنبه، والآن زادت نسبة الوعي والالتفاف من كل فئات الشعب السوري رفضاً لما انعكس افتقاداً للأمن، ورأوا الجرائم التي ارتكبتها العصابات المتطرفة بتغذية ومشاركة خارجية عبر عنها من أرسلوا بعض المتطرفين ودعموهم بالسلاح والمال والحبوب المخدرة، إضافة إلى التحريض الإعلامي والتزوير، كل هذا أعطى نتائج بالغة الأهمية لجهة سيطرة سورية بمؤسساتها وجيشها وبوعي شعبها في محاصرة كل هذه القوى المتطرفة ودحر المؤامرة التي نراها تتراجع». وأمل علي بأن «تنجح مهمة المبعوث الدولي كوفي أنان في مساعدة الرغبة السورية الكاملة التي يقودها الرئيس الأسد لإيصال سورية إلى منعة أكبر ومواجهة هذه المؤامرة بانتصار على قاعدة احترام المطالب المحقة والإصلاحات التي يقودها ويريدها كل السوريين». وزار علي وزير الخارجية عدنان منصور وقال إنه هنأه على «كشف الجيش اللبناني للخلية الإرهابية التي شكلت مصدر صحوة واطمئنان لتفادي ألغام كان يخطط لها لتنفجر في هذا البلد العزيز، وتطرقنا إلى محاولة زرع الفتنة في المؤسسات وفي البنية الاجتماعية في سورية والمنطقة، وضرورة التكامل والتنسيق بين كل المعنيين على الساحتين اللبنانية والسورية في ما يحصن البلدين معاً، وتطرقنا إلى قضية الحدود السورية - اللبنانية، وضرورة الاستمرار في ضبط الحدود وتصعيد الحذر والوعي الأمني والاجتماعي».