نفت «سوق أبو ظبي للأوراق المالية» فتح تحقيق في التعامل بسهمي شركتي «الدار» و «صروح» العقاريتين، على خلفية «تحركات مريبة» في الصفقات التي تمت على السهمين قبل إعلان الشركتين نيتهما درس الاندماج. وأشار الرئيس التنفيذي للسوق، راشد البلوشي في بيان أمس، إلى أن السوق تتابع التداولات يومياًً من خلال أنظمة إلكترونية مختصة تشير إلى كل الحالات التي يمكن أن تشكل مخالفة لأحكام القوانين النافذة. وأفاد البيان بأن أي تحقيق لا يمكن الشروع فيه إلا بعد التأكد من وجود مخالفات صريحة لأحكام القانون «وهذا ما لم يحصل إطلاقاً على تعاملات شركتي الدار وصروح». ارتفاع جنوني ولفت مراقبون إلى أن النفي الصادر عن السوق أدى إلى عودة ارتفاع سعر السهمين بسرعة جنونية إلى الحد لأعلى خلال الدقائق العشر الأخيرة من التداول بعد أن سجلا تراجعاً في قيمتهما عن سعر الإغلاق أول من أمس. وكانت «الدار» و «صروح» كشفتا عن محادثات لاندماج وشيك بينهما بمباركة من حكومة أبو ظبي لتتحولا إلى عملاق عقاري لتحقيق مشاريع «رؤية أبو ظبي». وأكدتا أهمية الدمج في القطاع العقاري، بهدف خلق كيان ضخم قادر على تنفيذ مشاريع الحكومة. ورحب العضو المنتدب في «صروح العقارية» أبوبكر صديق الخوري بالدمج بين الشركتين، موضحاً أن «صروح» بدأت بالفعل محادثات الاندماج. وأشار إلى أن القطاع العقاري في أبو ظبي مقبل على نقلة نوعية وكبيرة، مشيراً إلى أن المشاريع الضخمة التي طرحتها الحكومة وستطرحها في مجال البنية التحتية والصحة والتعليم والسياحة ستتيح الفرص الذهبية للشركات العقارية الكبرى للعمل كما ستنعش القطاع العقاري في الإمارة. ورحب نائب الرئيس التنفيذي لشركة «الدار» محمد المبارك بموضوع دمج الشركتين. ولفت إلى أن الدراسة التي ستجريها فرق العمل ستحدد إمكان الاندماج إذ لم يتم اتخاذ القرار إلا بعد التأكد من فوائده على الشركة والمساهمين. درس الدمج وأعلنت الشركتان أنهما ستشكلان فريق عمل لدرس الدمج من كل الجوانب القانونية والتجارية ورفع توصيات إلى الإدارة العليا للشركتين خلال الأشهر الثلاثة المقبلة بالتنسيق مع الجهات الرسمية المعنية. وأكد المستشار المالي ل «بنك أبو ظبي الوطني» زياد الدباس، أهمية دمج شركتي «الدار» و «صروح»، لتشكلا عملاقاً عقارياً قوياً جداً في أبو ظبي يكون قادراً على تنفيذ مشاريع «رؤية أبو ظبي 2030» بخاصة أن لدى إمارة أبو ظبي مشاريع مستقبلية عملاقة في القطاع العقاري وبحاجة لشركة عقارية ضخمة لتنفيذها.