سعت جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر إلى احتواء بوادر أزمة مع دولة الإمارات، على خلفية تحذير الناطق باسم الجماعة محمود غزلان من «تحرك العالم الإسلامي ضد الإمارات» في حال أصرت على مذكرة اعتقال الداعية البارز الشيخ يوسف القرضاوي. وخفف غزلان من تصريحاته أمس، فيما تبرأت منها وزارة الخارجية المصرية. وكان قائد شرطة دبي ضاحي خلفان هدد بإصدار مذكرة اعتقال دولية للقرضاوي بعد انتقاداته شديدة اللهجة لقرار أبوظبي إلغاء إقامات سوريين تظاهروا أمام سفارات بلادهم. وطلبت أبوظبي أول من أمس إيضاحات من القاهرة لتصريحات غزلان التي جاءت تعليقاً على تهديدات خلفان. وأكدت القاهرة أمس رفضها لتصريحات غزلان. وقال مسؤول في الخارجية المصرية ل «الحياة» إن «هذه التصريحات تعبر عن رأي جماعته، ولا تمثل الحكومة أو الدولة ولا تعبر عن الموقف الرسمي». وقلل من تأثير هذه التصريحات على «العلاقة القوية العميقة بين البلدين»، مشيراً إلى «جهود رسمية لإزالة التوتر وإنهاء هذه الأزمة في أسرع وقت ممكن». من جهته، سعى غزلان إلى التخفيف من وقع تصريحاته. وشدد في بيان أمس على حرص جماعته صاحبة الأكثرية النيابية على «عمق العلاقات وقوتها مع الدول العربية، ومنها دولة الإمارات التي نشعر نحوها بعلاقات حميمية على مستوى الإخوان وعلى مستوى الشعوب». وأضاف: «على مستوى الإخوان، نذكر لها (الإمارات) أنها فتحت صدرها للكثير من الإخوان المسلمين في فترة حرجة من تاريخهم، كما نذكر لها وقوف شعبها وعلى رأسه الشيخ زايد بن سلطان إلى جانب الشعب المصري وقفات إنسانية كريمة وكثيرة في تاريخ مصر الحديث، ونحن أهل وفاء». وأوضح: «لقد هاجمنا رئيس شرطة دبي هجوماً ظالماً، ونسب إلينا ما تعلم الدنيا كلها أننا منه براء، إذ ادعى بأننا نمثل خطراً على أمن الخليج واستقراره وأننا وراء تنظيم القاعدة وغيرها من الاتهامات، ولم نرد عليه بكلمة واحدة، وقلنا إن من المؤكد أنه لا يعرف الإخوان المسلمين، ثم حدثت عملية طرد مئة أسرة من السوريين من الإمارات واستنكر فضيلة الدكتور القرضاوي هذه العملية، فأصدر السيد رئيس شرطة دبي أمراً بالقبض عليه، وأعلن أنه سيعممه على انتربول للقبض عليه أينما كان، وسألني صحافي من صحيفة إماراتية عن رأيي في قرار القبض على القرضاوي فاستنكرت القرار، واستنكرت أيضاً طرد الأسر السورية، وقلت إن هؤلاء السوريين أخوة في الإسلام وفي العروبة وفي محنة، فرئيسهم يقتل شعبه فإلى أين يذهبون؟ وحينما ينصح فضيلة الدكتور القرضاوي المسؤولين الإماراتيين بعدم طردهم إنما يؤدي واجبه الشرعي والعلمي، ومن ثم لا يصح مطلقاً أن يصدر أمر بالقبض عليه». وانتقد غزلان «من نفخ في هذه التصريحات وأشعلها لافتعال أزمة في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى حلِّ الأزمات وتوثيق الروابط والتعاون الأخوي في كل المجالات وتقديم المصلحة العليا للأمة على مصالح الأشخاص والانتباه إلى المؤامرات التي يحيكها أعداء الأمة من الشرق والغرب بغية تمزيقها وإضعافها وتخلفها». وأكد استعداد جماعته «للحوار مع إخواننا في أي مكان يرونه في كل المواضيع التي تشغلهم من أجل طمأنتهم وسلامة صدورهم». ودخل الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي على خط الأزمة، معرباً عن «أسفه للتصريحات العدائية الصادرة عن بعض القوى السياسية ضد دولة الامارات». ودعا في بيان كل القوى السياسية إلى «الحكمة والتروي والابتعاد عن المواقف العدائية والتصريحات غير المسؤولة التي يمكن أن تسيء إلى العلاقات بين الدول العربية وتسبب الفرقة والانقسام، خصوصاً ونحن على أعتاب التحضير لأعمال القمة العربية المقبلة في بغداد، والتي نتطلع إلى أن تكون محطة سياسية مهمة لاستعادة روح التضامن العربي وتوحيد المواقف العربية إزاء ما يواجه المنطقة من تحديات ومتغيرات كبرى على أكثر من صعيد».