انتقد الشاعر والإعلامي زبن بن عمير القنوات الرسمية السعودية، كونها لا ترغب في وجود الشعر الشعبي عبر شاشتها، لذلك تقتل وقته، على العكس تماماً من تلفزيون أبوظبي والكويت وقطر، التي منحته حصة كبيرة من برامجها. وقال في حوار مع «الحياة»: «لست شاعراً مجيداً و قلتها في جميع المنابر، التي مررت بها، فأنا محاول، وربما ناظم، لكنني لا أصنف نفسي نجماً شعرياً هائلاً، والحقيقة أنني لا أملك صفة «الهياط»، وإلا لوجدتموني متسمراً في تصدر الأمسيات الشعرية». وأضاف أن الهجوم على الشعراء الشعبيين في الوقت الحالي لا يعتبر حرباً، «إنما اختلاف في ذوق الجمهور، الذي كان واعياً ومحفزاً للشعراء، لكنه تحول في الوقت الحالي إلى سطحي، واتجه لشعر السطحية»، مؤكداً أن البقاء للأفضل والأشعر، وسيرحل شعراء «المهايط». وفي ما يأتي نص الحوار: زبن بن عمير، أيهما تفضل أن يطلق عليك صحافي، أم شاعر، أم مذيع؟ - لا ضير أن تطلق علي جميعها، إذا كان ذلك لا يبخس من وضعك شيئاً. ألا تتفق معي أن «صاحب الصنعتين» كذاب، وأنت جمعت ثلاثاً؟ - قيل صنعتان، وليس ثلاثاً، وأنا جمعت صنعة واحدة، وامتهنتها فأعطيت حكمتها كما قيل. الشعر موهبتي، والإعلام تخصصي العلمي، فأنا لم أكن خارج إطاري، ولم أقتحم كغيري بلاط الصحافة بلا مؤهلات. هناك مشايخ يفتون ونجدهم شعراء ومذيعي برامج، ووزراء أيضاً نجدهم رجال أعمال، ومؤلفين فهل أغمضتم عنهم ورأيتموني. تعمل مستشاراً في قناة «الصحراء»، كيف تدافع عن الهجوم الذي تتعرض له القنوات الشعبية؟ - أعمل مستشاراً لقناة «الصحراء»، وكذلك مستشاراً لعدد من الصحف الإلكترونية، لكن دعني أنقلك إلى عالم القنوات المتخصصة في الموروث الشعبي والهجوم ضدها. فهل تدخل لبيتك وعائلتك قنوات الطرب الماجن أم الموروث؟، وهل نرى في تلك القنوات إساءة للدين أو للأخلاق؟ هناك حملة تنعت جزءاً معيناً من نسيج الوطن ب«العصبية». القنوات الشعبية تملك موازنات ضخمة، لكن برامجها رديئة، وأفكارها مكررة، ما السبب من وجهة نظرك؟ - التعميم لا يجوز، فالقنوات الشعبية موازنتها متوسطة، والدليل أن من يملك من القنوات عربات بث هي قناة واحدة فقط «الصحراء»، ولا توجد قناة لها دورة برامجية إلا «الصحراء»، والبقية بلا دورات برامجية، في قناة الصحراء كل يوم برنامج رئيسي أي 7 برامج أسبوعية حصة الشعر، والموروث منها برنامجان فقط. لماذا نجد عزوفا عن العمل في القنوات الشعبية؟ - لا أرى عزوفاً، بالعكس أرى إقبالاً قوياً على التوظيف ونسبة السعودة في القنوات الشعبية عالية، المشكلة تكمن في أن بعض القنوات لا تلتزم برواتب موظفيها أو تأمينهم الطبي أسوة بغيرها من المنشآت المخالفة. أنت مسؤول صفحة «مدارات» في صحيفة «الجزيرة»، ويشاركك زميلان في إدارة الصفحة الشعبية، هل هناك ازدواجية بينكما؟ - الوضع عموماً مكمل بعضنا بعضاً، وفي الأخير لا يصح إلا الصحيح. الشعراء لا يعترفون الآن بالصفحات الشعبية كما في السابق، من وجهة نظرك، هل وجدوا بديلاً أم أن الصفحات انخفض الإقبال عليها؟ - الشاعر ربما وجد بديلاً للصفحات الشعبية كالقنوات الشعبية، لكن تظل الصفحات في الصحف الرصينة اليومية لها رونق آخر، وتدخل جميع البيوت من أعلى الهرم إلى قاعه، وهنا الفرق، ربما نسبة بقاء القصيدة قصير، نظراً لساعات وجودها لكن حضورها أكبر. المجلات الشعبية توقفت، هل هذا الداء يهدد الصفحات الشعبية؟ - الصفحات بدأت منذ التسعينات من الهجرة بصفحتين في الرياض والجزيرة، الأولى لعمي محمد بن زبن، والثانية لعبدالله الثميري رحمهما الله، ولها عقود عدة، وعلى رغم ذلك استمرت ونجحت إلى الوقت الحالي، ولم تتوقف بأي حال، ما يدل على قوتها ورصانتها ووهجها، بعكس المجلات التي لم تستمر لمدة عقدين. أنت دائماً تنتقد مسابقات ومهرجانات معينة، هل هذا تصفية حسابات أم واجبك المهني؟ - لم أنتقد مسابقة أو مهرجاناً لوحدي، وسأنقد ما أراه يحتاج تعديلاً، وهذا من باب النصح وليس التجريح، في يوم ما نشرت تقريراً صحافياً يتضمن انتقادات لقناة «الصحراء»، التي أعمل فيها، لكن لم يغضب زملائي منها، ما انتقده زين بن عمير من مهرجانات ومسابقات رأيت غيري ينتقده. حضورك كإعلامي أقوى منه كشاعر، هل نجحت في الأولى وفشلت في الثانية؟ - لست شاعراً مجيداً قلتها في جميع المنابر، التي مررت بها، فأنا محاول، وربما ناظم، لكنني لا أصنف نفسي نجماً شعرياً هائلاً، والحقيقة لأنني لا أملك صفة «الهياط»، وإلا لوجدتموني متسمّراً في تصدر الأمسيات الشعرية. الشعر الشعبي محارب في الوقت الحالي، كيف تفسر هذه الحروب عليه؟ - لا أرى حروباً ولا دماء، المسألة اختلاف في ذوق الجمهور، الذي كان واعياً ومحفزاً للشعراء والإبداع، والآن الجمهور سطحي فاتجه لشعر السطحية، ولكن سيبقى الأفضل والأشعر وسيرحل شعراء «المهايط» مع من رحلوا في عام 2011 من الزعماء. لماذا لا نرى برنامجاً شعرياً ناجحاً على القنوات غير الشعبية؟ - لأن القنوات الرسمية مثلاً لا ترغب في وجود الشعر الشعبي، لذلك تقتل وقته، بيد أن قنوات خليجية مثل أبوظبي والكويت وقطر تجد حصة الشعر الشعبي فيها كبيرة.