لا يحب سطام الشلفان الشعراء «المتذمرين»، ويرى أنهم إما «انتهازيون» أو «فارغون شعرياً»، لكنه في المقابل لا يقبل أن يوصف الشعراء بأنهم «متسولون» و«مرتزقة»، معتبراً من يزدرون الشعر أشخاصاً يعانون من بلادة مزمنة في مشاعرهم. وقال في حواره مع «الحياة»: «هناك من يجالسون الشعراء ليلاً، ويتبرأون منهم صباحاً، ظناً منهم أن ارتباطهم بعلاقات صداقة مع شعراء شعبيين فيه تقليل من شأنهم»... فإلى تفاصيل الحوار: كان الشعراء الشباب يتذمرون من «الشللية» في المجلات الشعبية، واقتصار الظهور فيها على أسماء بعينها، الآن وبعد أن تعددت الوسائل التي يظهر من خلالها هؤلاء الشعراء الشباب، لماذا ظل التذمر قائماً؟ - اعتقد أن ذلك مرده أن الشاعر «المتذمر» يريد حصر نفسه في مكان محدد، والمكان المحدد تحكمه «الشللية» عادة، لذا يبدو متذمراً على طول الطريق. كما أن صنفاً من المتذمرين يندرج تحت مظلة «الفارغين شعرياً»، الذين يعتمدون على العلاقات الشخصية لنشر نتاجهم، وحين تنعدم حيلتهم في النشر، يبدأون بتحميل وزر غيابهم على «الشللية» في المجلات والقنوات الشعرية التي ترفض الاستجابة لهم، وليت هؤلاء أمعنوا النظر قليلاً في ما يكتبونه، ليعرفوا أين يكمن الخلل بالضبط. ينظر المجتمع للشعراء على أنهم «شحاذون» و«مرتزقة» و«كذابون» فهل أنتم كذلك؟ - يا ساتر! اعتقد أن هذا حكم خاطئ، ولا ينبغي تعميم مثل هذه الآراء، لأن التصرفات الفردية «المعيبة» لا تعني أن كل الشعراء كذلك، وإن كان البعض يفسر قصائد المديح بأنها وسيلة ل«الاسترزاق»، فأنا أرى أنها إن كانت في شخص يستحق المديح، فهي ليست من هذا النوع. والمبالغة في وصف الموصوف لا تصنف على أنها كذب، لأن الشعر يقوم على أساس المبالغة، من أجل صناعة صورة شعرية لامعة وطازجة. بماذا تفسر «ازدراء» المجتمع للشعراء، في مقابل جعل الشعر في أولوية المناسبات التي يقيمونها أو يحضرونها؟ - شخصياً اعتبر أن من يزدرون الشعر أشخاص يعانون من بلادة مزمنة في مشاعرهم. لكنهم يزدرون الشعراء وليس الشعر؟ - هذه من تلك ... وإن أردت أن أكون صريحاً أكثر، فسأقول لك إن هناك من يجالسون الشعراء ليلاً، ويتبرأون منهم صباحاً، ظناً منهم أن ارتباطهم بعلاقات صداقة مع شعراء شعبيين فيه تقليل من شأنهم، فكيف يمكنني قبول «ازدراء» مثل هذا؟ لماذا لم تشارك في برنامج «شاعر المليون»، لحصد مزيد من الضوء وتوسيع رقعة انتشارك؟ - الضوء الذي يجلبه «شاعر المليون» ليس ضوءاً، إنه مجرد فلاش قصير يومض في وجه الشاعر للحظات، ثم يتجه إلى شاعر آخر في لحظات أخرى، وحين تنتهي الحفلة، يتوقف هذا الفلاش عن الوميض. هل أنت من أنصار أن يصدر الشاعر ديواناً شعرياً لكل خمس سنوات تمضي من عمره؟ - أنا مع أن يوثق الشاعر قصائد كل مرحلة، وليس بالضرورة أن تحدد هذه المرحلة بخمس سنوات، وإنما بحسب غزارة الإنتاج الشعري (إن كان جميلاً)، ومدى تفاعل الجمهور معه، فيجمع قصائده في ديوان ليكون بمثابة الإهداء لمعجبيه، والتوثيق لشعره. لماذا يصدر الشعراء ديواناً مسموعاً، ثم يتبعونه بآخر مطبوع، ألا يغني أحدهما عن الآخر؟ - الديوان المسموع الأوسع انتشاراً، والأكثر طلباً لسهولة الاستماع إليه في أكثر من مكان. أما الديوان المقروء فيكون توثيقاً لتاريخ الشاعر وهو الأطول عمراً. في الساحة الشعبية ما الذي يمكن أن تصنعه «المحسوبية» لشاعر رديء؟ - لا يمكن للمحسوبية أن تصنع شيئاً للشاعر الرديء، لأن هذه المحسوبية ربما تقدم شاعراً للجمهور، لكنها بالتأكيد لا تقدم جمهوراً للشاعر. «الشرهات» سمة تخص الشعراء وحدهم، أم هي «نعمة» يسترزق الكل من «خيرها»؟ - «الشرهات» هبة كريم ومقتدر، و«عرف» بروتوكولي، وهي لا تقتصر على الشعراء فقط، وإلا لأصبحوا ملاك ناطحات سحاب. أيهما تتمنى أن تكون شاعراً «مهايطي» مشهوراً ومحبوباً ويقبل عليه الناس صغيرهم وكبيرهم، أم شاعراً «مبدعاً» وخلوقاً لا يعرفه إلا قله قليلة من خلق الله؟ - أن أكون مبدعاً ومساحة انتشاري صغيرة خير لي من أكون «مهايطي»، لأنه في مثل حالي لن يتخلى الإعلام عني إن كنت أقدم ما يستحق الاحتفاء به. يبحث الشاعر عن وسائل الإعلام لتنشر له وتنشره، ويبحث عن المطرب ليغني له، ويبحث عن مصادر المال ليتكسب منها بالشعر، ألا يوجد أحد يبحث عن الشاعر؟ - كل هؤلاء هم الذين يبحثون عن الشاعر، وزيادة عليهم كل وسائل الإعلام التي لا تخلو صفحاتها ولا برامجها من الشعر الشعبي. سطام الشلفان ماذا دوّنت في أجندتك للعام الحالي 2010؟ - دونت هذا الشطر «لو ما تَغيّر هالسنه... والله لأتغيّر أنا».