إسلام آباد - رويترز - هدد احسان الله احسان الناطق باسم حركة «طالبان باكستان» أمس، بمهاجم مسؤولين حكوميين وقضاة عناصر الجيش والشرطة في حال عدم اطلاق السلطات الأرامل الثلاث لزعيم تنظيم «القاعدة» الراحل اسامة بن لادن والذي اغتيل في عملية نفذتها وحدة كوماندوس اميركية في بلدة ابوت آباد مطلع ايار (مايو) 2011. وقال: «سنشن تفجيرات انتحارية ضد جميع الضالعين في محاكمة الارامل»، علماً ان الحركة نفذت سلسلة هجمات انتقامية في انحاء افغانستان بعد مقتل بن لادن العام الماضي، اهمها استهداف قافلة تابعة للقنصلية الأميركية ومحاصرة قاعدة بحرية وقتل عناصر امنية. كما هدد باغتيال شاد بيجم، ناشطة حقوق المرأة المقيمة في مدينة بيشاور القبلية (شمال غرب)، والتي كرمتها وزارة الخارجية الأميركية خلال حفلة نظمتها في واشنطن اول من امس لتوزيع جوائز على النساء «الاكثر شجاعة» في العالم للسنة الحالية. وقال احسان إن بيجم «تعمل لحساب نظام علماني وكافر في باكستان، لذا منحتها أميركا هذه الجائزة». واول من امس، وجه وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك اتهامات الى ارامل بن لادن بدخول البلاد والإقامة فيها بشكل غير شرعي. ولم يحدد مالك اي محكمة تتعامل مع القضية، ونوع العقوبة التي ستفرض عليهن في حال ادانتهن، علماً ان ارملتين لبن لادن سعوديتان والثالثة يمنية. وكانت باكستان اعلنت سابقاً انها سترحل النساء الثلاث بعدما انهت لجنة حكومية تحقق في الغارة التي استهدفت بن لادن استجوابهن حول كيفية نجاح زعيم «القاعدة» في ملازمة البلاد من دون فضح امره. خيرية «الخائنة»؟ في غضون ذلك، عرض الجنرال الباكستاني المتقاعد شوكت قدير، المشرف على التحقيق في اغتيال بن لادن، فرضية تسليم خيرية احدى أرامل بن لادن الى الأميركيين «بسبب غيرتها من اصغر زوجاته اليمنية آمال عبد الفتاح (29 سنة) التي اقترن بها عام 1999». ورأى الجنرال ان بن لادن الذي ضعف دوره وجرى تهميشه في «القاعدة»، وقع ضحية مؤامرة من «القاعدة» نفسها، التي استخدمت زوجاته كي تسمح للأميركيين بالعثور عليه. وتفتقد هذه الرواية الى الحجج، وتدور شكوك حول حياديتها، باعتبار ان الجنرال السابق الذي برأ الجيش الباكستاني، متهم بغض الطرف لسنوات عن وجود بن لادن في أبوت آباد. وقال الجنرال إن «القدرات العقلية لبن لادن بدأت تضعف منذ 2001، ما أدى تدريجياً الى بحث نائبه المصري ايمن الظواهري عن وسيلة لإبعاده، بعدما ملّ النزوات الخيالية لبن لادن، وبينها على سبيل المثال رغبته في الاستيلاء على محطة نووية في باكستان». وزاد: «حرك الظواهري والقاعدة خيرية زوجة بن لادن من بُعد لتوجيه الأميركيين الى منزل أبوت اباد وتسريع نهاية زعيم القاعدة»، مشيراً الى ان اعتراض الأميركيين مكالمة هاتفية أجرتها خيرية أقنعتهم بأن بن لادن يعيش في المنزل. واستبعدت واشنطن وجود مؤامرة، مؤكدة انها رصدت بن لادن بوسائلها الخاصة، فيما اكد الجيش الباكستاني جهله مكوث بن لادن في أبوت آباد. لكن قدير قال إن «الجيش الباكستاني اكتشف الأمر متأخراً في نهاية نيسان (ابريل)، وان الغارة الأميركية سبقت اي تحرك له». ميدانياً، قتل ثمانية متمردين مزعومين في غارة شنتها طائرة اميركية بلا طيار على معقل ل «طالبان» و «القاعدة» في منطقة شاكتوي بإقليم جنوب وزيرستان القبلي (شمال غرب). وأوضح مسؤول امني ان «الطائرة أطلقت صاروخين على آلية، علماً ان اقليمجنوب وزيرستان شكل اهم معقل لمتمردي «طالبان» و «القاعدة» قبل شن الجيش عملية عسكرية عام 2009.