لندن – «الحياة» – اعتبر مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس، «المشاركة الواسعة» في الانتخابات النيابية التي نُظمت الأسبوع الماضي، مؤشراً إلى «ثقة الشعب بالنظام»، فيما حضّ زعيم المعارضة مير حسين موسوي على «التسامح والتحلّي بالصبر». ورأى خامنئي أن «أصوات الغالبية الساحقة من الشعب في الانتخابات، هي تصويت لمصلحة النظام ومؤشر إلى ثقته التامة به، وكانت بمثابة صفعة نبّهت الذين يعيشون في أوهام وخيالات في شأن النظام ومستقبله والشعب». وقال خلال لقائه رئيس وأعضاء «مجلس خبراء القيادة» الذي اختتم اجتماعاً استمر ثلاثة أيام: «الانتخابات ركن مهم للنظام، لذلك أي شخص يؤمن بالنظام، يرى من واجبه المشاركة في الانتخابات، حتى إذا كانت لديه انتقادات لبعض الحالات. وفي نظام سيادة الشعب الدينية، لا يمكن مقاطعة الانتخابات، بذريعة بعض الانتقادات». وأضاف: «بعد انتخابات 2009 التي رافقها ضجيج، توقّع بعضهم تزعزع ثقة الشعب بالنظام، لكن الانتخابات كانت رداً قاطعاً وواضحاً. وكل صوت للشعب، هو صوت للنظام». وتطرّق خامنئي إلى المحرقة اليهودية خلال الحرب العالمية الثانية، منتقداً «الازدواجية الغربية في شأنها، إذ تجرّم أي تشكيك أو إنكار لهذه الأسطورة، فيما لا حق للاعتراض على المسيئين للنبي الأعظم». وزار أعضاء «مجلس خبراء القيادة» ضريح الإمام الخميني، «مجددين العهد والميثاق مع أهدافه الخالدة». ولفت رئيس المجلس محمد رضا مهدوي کني إلى «تحقّق نبوءة الإمام الخميني، بتصدير الثورة الإسلامية، والتي تحققت الآن في الصحوة الإسلامية». وقال إن الإمام الراحل قصد بحديثه عن تصدير الثورة، «لا تحقيق ذلك عبر السلاح، بل من خلال النفاذ إلى القلوب، وهذا ما يحدث الآن». موسوي في غضون ذلك، أفاد موقع «كلمة» التابع لموسوي، بأن الأخير وزوجته زهرة رهنورد التقيا بناتهم الأحد الماضي، في منزل إحداهن، وذلك للمرة الثانية فقط منذ وضعهما في إقامة جبرية في شباط (فبراير) 2011. وأشار الموقع إلى أن موسوي قال خلال اللقاء الذي تم في حضور أفراد من الاستخبارات، انه وزوجته لم يصوّتا خلال الانتخابات الأخيرة، داعياً بناته إلى «التسامح والتحلّي بالصبر»، إذ اعتبر أن لذلك «دوراً رئيساً في تحقيق العدالة». كما جدد تأكيده تمسكه بمواقفه، فيما أفاد الموقع بأنه بدا «مدركاً لما يحدث في إيران والعالم». إلى ذلك، أفاد موقع «راه سبز» المؤيد للإصلاحيين، بأن محكمة ثورية ثبّتت حكماً بسجن فائزة رفسنجاني، ابنة رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، ستة شهور، إذ اتُهمت ب «الدعاية ضد النظام». كما مُنعت خلال خمس سنوات، من ممارسة أي نشاط سياسي أو إعلامي. وأصدر أحمد شهيد، المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إيران، تقريراً ثانياً اتهم الحكومة الإيرانية بارتكاب «انتهاكات جوهرية لحقوق الإنسان»، لافتاً إلى انتهاكات في إجراءات المحاكمات واعتقالات غير شرعية وحجز انفرادي وتهديد باغتصاب واتهامات بتعذيب معتقلين وسوء معاملة منشقين وأقليات وصحافيين ونساء. وحضّ طهران على «إطلاق جميع السجناء السياسيين ومعتقلي الرأي فوراً». لكن محمد كريم عابدي، نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس الشورى (البرلمان)، انتقد التقرير، معتبراً شهيد «أحد البيادق المحروقة للصهيونية».