احتدمت المواجهات بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة في أطراف دمشق، في وقت تقدم مقاتلو المعارضة في معارك وسط البلاد وجنوبها مع استمرار المعارك حول حقل الغاز في ريف حمص. ودارت اشتباكات بين فصائل معارضة على معبر على الحدود السورية - التركية. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «اشتباكات دارت بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي «حزب الله» اللبناني من جهة، ومقاتلين من «جبهة النصرة» وكتائب إسلامية من جهة أخرى في بلدة المليحة ومحيطها شرق دمشق» تحت غطاء من القصف الجوي في محاولة مستمرة من النظام وموالين منذ أكثر من ثلاثة أشهر للسيطرة على البلدة. كما دارت مواجهات في حي جوبر من جهة العباسيين بين قوات النظام من جهة ومقاتلين من «جبهة النصرة» والكتائب الإسلامية من جهة أخرى بعد سيطرة المعارضة على حاجز ومواقع تابعة للنظام في هذه المنطقة. وأفاد «المرصد» بأن قوات النظام قصفت حي جوبر، بالتزامن مع سقوط قذائف على ساحة العباسيين القريبة من مبنى الاستخبارات الجوية. ارتفاع قتلى حقل الغاز إلى 300 في وسط البلاد، دارت اشتباكات بين مقاتلي «الدولة الإسلامية» من طرف ومجموعات المهام الخاصة في قوات النظام من طرف آخر في حقل شاعر للغاز في ريف حمص الشرقي، كما وصلت تعزيزات لقوات النظام إلى مطار التيفور شرق حمص، فيما قصفت قوات النظام مناطق على أطراف قرية الوازعية في الريف الشمالي لمدينة حمص، وفق «المرصد». وأعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» الأحد أنه قتل 300 عنصر من قوات النظام السورية في عملية السيطرة على حقل الشاعر. وعرض حساب «ولاية حمص» التابع ل «الدولة الإسلامية» على موقع «تويتر» ليل الأحد «تقريراً مصوراً عن غزوة حقل الشاعر»، قال فيه إن «المعارك أسفرت عن مقتل ما يزيد عن ثلاثمئة نصيري»، في إشارة إلى أفراد الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد. ونشر التنظيم 81 صورة تعود إلى «جيف قتلى الجيش النصيري في غزوة تحرير حقل شاعر»، أظهرت رجالاً بغالبيتهم يرتدون الزي العسكري، وهم جثث ملقاة على الأرض. وبدت ثلاث جثث على الأقل قد قطعت رؤوس أصحابها، ووضع رأس أحدهم بين رجليه. كما ظهرت جثة مقطعة الأطراف. وظهرت على الجثث أثار إطلاق رصاص في الرأس أو الصدر أو الوجه. وبدت جثة متفحمة. وكان «المرصد» أشار إلى أن عدد قتلى الهجوم على الحقل الواقع شرق حمص، بلغ 270 شخصاً بينهم 11 موظفاً، والباقون من عناصر النظام و «قوات الدفاع الوطني» والحراس. وأشار إلى أن كثراً منهم أعدموا ميدانياً. وقال التنظيم إن الحقل هو من «أكبر وأهم حقول الغز بالنسبة للنظام النصيري»، وإن عدد الجنود فيه كان «ضخما». وأردف أن النظام أرسل تعزيزات «فما كان من الإخوة إلا أن تصدوا (...) وكبدوه خسائر ضخمة». المعارضة تتقدم في حماة ودرعا وفي حماة المجاورة، سيطر «الجيش الحر» على مدينة مورك ذلك بعد اشتباكات مع قوات النظام. وقالت «شبكة سمارت» المعارضة إن «معارك عنيفة دارت بين الطرفين في مدينة مورك انتهت بسيطرة «الجيش الحر» على كامل المدينة وسقوط أكثر من عشرة قتلى لقوات النظام وتسعة من «الجيش الحر» في المعارك». وتابعت: «بين القتلى قائد العمليات العسكرية في مورك وهو من «حزب الله» اللبناني». وأشار «المرصد» من جهته إلى أن الاشتباكات استمرت على «الجهتين الجنوبية والشرقية من بلدة مورك، ما أدى إلى خسائر بشرية في صفوف الطرفين، بالتزامن مع تنفيذ الطيران الحربي غارات عدة على مناطق في البلدة». في حلب شمالاً، «استشهد رجل وطفل من بلدة تل رفعت بعد غارات جوية»، فيما نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في حي السكري، ما أسفر عن «استشهاد طفل ومواطنة وسقوط عدد من الجرحى». ودارت اشتباكات بين مقاتلي «الدولة الإسلامية» (داعش) و «وحدات حماية الشعب الكردي» في محيط قرية جبنة في الريف الغربي لمدينة عين العرب (كوباني) ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى في صفوف الطرفين، وفق «المرصد» الذي أفاد بأن «وحدات حماية الشعب» استهدفت سيارة ل «داعش» بين قريتي سيبي قران والأحمدية في الريف الشرقي لمدينة عين العرب، مقابل قصف «الدولة الإسلامية» مناطق في قرى كوبرلك وجرن والحرية وسرزوري في الريف الشرقي للمدينة. وفي الشمال الغربي، اندلعت معارك عند معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا في إدلب، بين «حركة أحرار الشام» المنضوية تحت لواء «الجبهة الإسلامية»، وحركة «حزم» المرتبطة بهيئة إركان «الجيش الحر» التابع ل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، وفق «المرصد» وناشطين. وأغلق المعبر نتيجة الاشتباكات التي أدت إلى سقوط جرحى، قبل التوصل إلى اتفاق لإعادة فتحه مبدئياً صباح الاثنين. ووفق الناشطين، اندلعت الاشتباكات «بعدما أرسلت «حزم» عدداً من عناصرها ليشارك أحرار الشام» الحاجز المقام على المعبر، وهو ما رفضته الأخيرة. واستمرت الاشتباكات ساعة، وتلاها استنفار بين الجانبين، قبل تدخل «الجبهة الإسلامية» للتوسط. وتسيطر «الجبهة» منذ كانون الأول (ديسمبر) 2013 على المعبر الذي كان مقاتلو المعارضة سيطروا عليه قبل عامين. وتوجد فصائل من «الجبهة الإسلامية» و «جبهة ثوار سورية» و «حركة حزم» على المعبر، إلا أن الحاجز تسيطر عليه «أحرار الشام» و «جيش الإسلام» التابعان ل «الجبهة الإسلامية». ووضع المرصد الاشتباكات في إطار «صراع النفوذ» لتسهيل حركة العبور من تركيا وإليها. ويعد المعبر نقطة أساسية لمرور مقاتلي المعارضة والمقيمين في المناطق التي تسيطر عليها في شمال سورية. وأدت سيطرة «الجبهة الإسلامية» على المعبر إلى تعليق الولاياتالمتحدة وبريطانيا مساعدتها لمقاتلي المعارضة في شمال سورية لأسابيع. وكانت «حزم» التي تأسست في كانون الثاني (يناير) وترتبط ب «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، أول فصيل معارض يحصل على صواريخ أميركية مضادة للدروع من نوع «تاو» في نيسان (أبريل) الماضي. وفي درعا بين دمشق والأردن، قتل تسعة مقاتلين معارضين خلال معارك مع القوات النظامية في ريف درعا الغربي، وفق «المرصد»، وذلك في إطار معركتين أطلقهما 26 فصيلاً مقاتلاً بهدف قطع خطوط إمداد النظام نحو مدينة درعا، عبر السيطرة على بلدتي خربة غزالة (شمال شرق) والمفطرة (شمال غرب). وقالت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) إن القوات النظامية منعت «محاولة تسلل إرهابيين» إلى نقاط عسكرية في محيط خربة غزالة. وقال المرصد إن الطيران المروحي ألقى 6 «براميل متفجرة» على مناطق في مدينة نوى، في وقت استمرت الاشتباكات بين الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة، وقوات النظام من جهة أخرى في معركة «الإمام النووي الكبرى» في ريف درعا الغربي «ما أدى إلى ارتفاع عدد شهداء الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة إلى 4 مقاتلين بينهم قائد كتيبة إسلامية ومصرع مقاتل من «جبهة النصرة»، ومقتل ضابط برتبة عقيد من القوات النظامية، وسط استهداف الكتائب الإسلامية تل أم حوران وحاجز حوي بريف درعا الغربي بقذائف الهاون والدبابات، وقد وردت أنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام».