ترتفع حدة المنافسة في دوري زين السعودي مساء اليوم، عندما يلتقي الشباب والنصر ضمن مواجهات الجولة ال21، في موقعة لن تخلو من الإثارة والندية، وعلى رغم تباين طموحات الطرفين، إلا أن كلاهما يملك مقومات الفوز. الشباب متصدر الترتيب ب50 نقطة، يسعى جاهداً إلى توسيع الفارق بينه وبين أقرب منافسيه الأهلي والهلال، خصوصاً أن المنافسات دخلت المنعطف الأهم مع اقتراب جولات الحسم، التي يصعب معها تعويض أية نقاط مهدرة، ما يجعل المدرب الشبابي البلجيكي برودوم يرفع شعار الحيطة والحذر، وحاول برودوم خلال فترة توقف الدوري الأخيرة، إعادة ترتيب الأوراق مجدداً، سعياً إلى مواصلة حصد النقاط، وإكمال متطلبات تحقيق البطولة. البلجيكي تحت يده أجندة عامرة بالأسماء الثقيلة، التي تساعده في فرض ما يريد من مخططات فنية على أرض الميدان، وإن كانت القوة الحقيقية في مناطق الوسط، بفضل مهارة الاوزبكي جيباروف والبرازيلي فرناندو ومواطنه ويندل، وكذلك أحمد عطيف، إذ ينجح الرباعي في فرض سيطرته التامة على مناطق المناورة، وإجبار الخصوم على التراجع إلى خطوطهم الخلفية، فيما تشكل تحركات حسن معاذ وعبدالله الأسطا على الأطراف قوة إضافية للمخططات الهجومية، وتعطي ثنائي المقدمة ناصر الشمراني ومختار فلاتة مساحات كافية بين دفاعات الفريق المقابل. المدرب الشبابي لن يلتفت لغير الفوز، في ظل اشتداد المنافسة على صدارة الترتيب، لذا لن يتردد في الاعتماد على الشق الهجومي منذ البداية سعياً للحصول على النقاط الثلاث كاملة، ولديه عناصر أكثر من رائعة تستطيع تنفيذ ما يريد على أرض والميدان، وتحقيق طموحات الجماهير. وعلى الضفة الأخرى، يدخل النصر المواجهة من المركز السادس ب28 نقطة، وسعى مدربه الكولومبي ماتورانا خلال فترة التوقف إعادة صياغة صفوفه من جديد، إذ أقام الفريق معسكراً إعدادياً في العاصمة القطرية الدوحة، خاض خلالها العديد من المباريات الودية، مكنت المدرب من الوقوف على نقاط الضعف التي لازمت فريقه في الآونة الأخيرة، والجماهير «الصفراء» تمني النفس بمشاهدة فريقها بصورة مختلفة عن التي ظهر بها في الجولات السابقة، وتحقيق نتائج إيجابية تدفع به إلى مراكز أفضل بين فرق المقدمة. الخطوط النصراوية شهدت أداء تصاعدياً في المباريات الأخيرة، بعد أن وفق الكولومبي ماتورانا في الثبات على التشكيل، ومعالجة أخطاء منتصف الميدان، كما أن المحترفين الأجانب الذين تعاقدت معهم الإدارة في فترة التسجيل الأخيرة شكلوا علامة فارقة بأداء الفني للفريق، خصوصاً الجزائري الحاج بوقاش، ومن المنتظر أن يعتمد ماتورانا على تكثيف مناطق المناورة بأكثر عدد من اللاعبين، لتضييق المساحات أمام لاعبي الشباب، والاكتفاء بمحمد السهلاوي وحيداً في خط المقدمة، ودائماً ما يشكل خالد عزيز وإبراهيم غالب ساتراً دفاعياً، أمام رباعي خط الدفاع، ما يصعب مهمة المهاجمين في الوصول إلى مناطق الخطر. وعلى رغم غياب حسين عبدالغني وعمر هوساوي وخالد راضي للإصابة، وكذلك الكوري كيم بيونغ للإيقاف، إلا أن القائمة «الصفراء» زاخرة بالعناصر البديلة القادرة على تعويض الغيابات، وكل ما يقلق المدرب الكولومبي وعشاق الفريق في مثل هذه المواجهات الهفوات الدفاعية التي تسببت في ولوج العديد من الأهداف السهلة.