استأنفت أجهزة الأمن التركية حملات اعتقال في حق ناشطين وصحافيين أكراد، في إطار ما يسمى بقضية التنظيم السري ل «حزب العمال الكردستاني» المحظور، اذ أوقف 50 كردياً في محافظات جنوب البلاد، بينها أضنة ومرسين وأورفا. ولفت الانتباه في الحملة الجديدة، اعتقال الصحافي علي بولوش وزميلين له يعملان في فرع أضنة في وكالة دجلة للأخبار الكردية، إذ كان فجّر قبل 10 أيام فضيحة صخمة لوزارة العدل، بكشفه تعرّض 7 أحداث في سجن بوزانطي في أضنة، لاغتصاب وتحرش جنسي، إضافة الى تعرّض عشرات لمضايقات وتدابير ترقى إلى التعذيب. وكتب إن وزارة العدل تهمل التحقيق في هذه الاتهامات منذ نحو 9 شهور، على رغم تقدّم عائلات الضحايا ببلاغات رسمية. وربطت وسائل اعلام كردية بين الحادث وكون المعتدى عليهم أكراداً، وأعطت القضية بعداً سياسياً وقومياً، ما زاد من حدة تناول الموضوع في الإعلام والأوساط السياسية. واتهمت مصادر في أجهزة الأمن، علي بولوش بفبركة الخبر ومنحه صبغة قومية، لإثارة الشارع الكردي خدمة للتنظيم السري ل «الكردستاني»، ما جعله يستحق توقيفه للتحقيق معه، وذلك على رغم إقرار وزير العدل سعد الله أرغيل بحدوث تقصير في وزارته، معلناً وقف 4 حراس في السجن عن العمل وبدء تحقيق في الحادث. وأشار أرغيل الى نقل السجناء الأحداث من سجن بوزانطي ذي السمعة السيئة في أضنة، الى سجن سنجان في أنقرة، لافتاً الى توفير علاج نفسي لهم. واحتجت أوساط إعلامية كردية و «حزب السلام والديموقراطية» الكردي، مشيرة الى وجود تناقض بين إقرار الوزير بحدوث تجاوزات في السجن، مع اتهام أجهزة الأمن الصحافي باختلاق الخبر. ووضعت صحيفة «أوزغور غوندام» الكردية اعتقال علي بولوش في إطار الانتقام منه، ولردع الصحافيين في تركيا، في اطار ما تعتبر المعارضة أنه ضغط تمارسه حكومة «حزب العدالة والتنمية» على وسائل الإعلام. الى ذلك، جدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان نفيه إصابته بالسرطان، وذلك بعدما أفادت رسالة إلكترونية بين موظفَين في وكالة «ستراتفور» الأميركية للتحليل الاستخباراتي، نشرها موقع «ويكيليكس»، بأن جرّاحاً استأصل نحو 20 سنتيمتراً من قولون اردوغان، توّقع ألا يعيش الأخير أكثر من سنتين. وقال أردوغان خلال اجتماع للحزب الحاكم: «نحن أعضاء في حزب يؤمن بالقدر، ومالك هذه الروح هو الله، والله وحده قادر على استعادتها. لم ولن نستسلم أمام التهديدات، ووحده الله يستطيع أن يحدد أمد حياتنا».