أوضح أستاذ جامعي، أن المجتمع السعودي «يعاني من 12 ساعة فراغ في اليوم»، معتبراً ذلك «أحد الأسباب التي تدفع الشباب إلى تعاطي المخدرات»، لافتاً أن أكثر أنواع المخدرات انتشاراً في المملكة هي «حبوب الكبتاغون، إذ يستهدف مروجوها الرياضيين والطلاب والطالبات في فترة الاختبارات، وكذلك قائدي الشاحنات والحافلات التي تقطع مئات الكيلومترات». وقال عميد كلية الصيدلة في جامعة الأمير سلمان، الدكتور صالح القسومي، في ورقة قدمها في «ملتقى المتعافين من الإدمان»: «إن هناك عوامل تشجّع على الإدمان. وتُقّسم هذه العوامل إلى بيئية، مثل سهولة الحصول على النبتة، وكذلك المباركة الجماعية، إذ تحوّل المُخدّر في بعض المجتمعات إلى طقس شعبي متداول في يدي الجميع»، مضيفاً «هناك عوامل شخصية تدفع الإنسان إلى الإدمان، منها الفشل، والإحباط، والفضول، وضعف الشخصية، وعدم وضوح الأهداف، ورتابة الحياة، والعزلة، والتشتت الأسري، والجهل بأضرار المخدرات البدنية والنفسية، والرغبة في إظهار الرجولة والنضج للآخرين، والتوهّم بأن عالم المخدرات يجعلك محلقاً وقادراً على الإبداع». وصنف القسومي، في ورقة العمل، التي كانت بعنوان «المخدرات والمؤثرات العقلية وأثرها في الصحة العامة»، الإدمان إلى قسمين، فهناك «إدمان نفسي، وآخر بدني، أما النفسي فيشمل ثلاثة أنواع، هي: المهلوسات، والمنشطات، والمثبطات»، وقال: «إن الإنسان عرف الإدمان منذ قديم الزمان، فهناك من يعيده إلى ثمانية آلاف سنة، حينما كان يتم التعامل مع النباتات على أنها مُسكن للآلام، ثم تحوّلت بعد ذلك إلى طقس روحي، حتى تحوّلت إلى هدف إدماني بحت». وقدّم مدير إدارة الأبحاث المخبرية في مكافحة المخدرات بالشرقية المقدم أحمد الفارس، ورقة أخرى في الملتقى، بعنوان «المؤثرات العقلية، أنواعها وأخطارها، وطرق الوقاية». نبَّه فيها إلى أن المخدرات «تتعرض إلى الخلط بمواد كيماوية خطيرة، فنجد أن حبوب الكبتاغون مثلاً، تتعرض إلى خلط مادتي الرصاص والزئبق، بنسبة تصل أحياناً إلى 20 في المئة»، مبيناً أن ذلك يتسبب في «الهلوسة، والشلل الرعاشي». وعزا الفارس، أسباب تعاطي المخدرات إلى «ضعف الصلة بالله، وعدم استقرار الأسرة، وغياب القدوة الحسنة في المنزل، والصحبة الحسنة التي تساعد على فعل الخير، والاستخدام الجيد للإنترنت». يُشار إلى أنه تم تقديم محاضرتين في افتتاح الملتقى، الأولى للشيخ سعد البريك، بعنوان «الوازع الديني، ودوره في حماية المسلم من آفة التدخين». والثانية للشيخ خالد السبت، حول «التوبة النصوح».