أعلنت مصادر تركية أن نحو 22 مواطناً سورياً فروا إلى الأراضي التركية هرباً من الاشتباكات العنيفة التي تشهدها مدن سورية عدة امس. وأفاد موقع محطة الإذاعة والتلفزيون التركية «تي أر تي» امس «أن 22 مواطناً سورياً بينهم جريح واحد التجؤوا إلى تركيا هرباً من الاشتباكات في سورية». وقالت المحطة إن « 22 سورياً عبروا الحدود إلى قرى كوشاكلي وبوكولمز وكافالجيك التابعة لقضاء ريحانلي في محافظة هاتاي». وذكرت المحطة انه «تم نقل المواطن السوري المصاب بجروح في رجله إلى مستشفى ريحانلي الحكومي فيما نقل الآخرون إلى المخيم الموجود في القضاء نفسه». وتعتقد مصادر أن العشرات فروا خلال الأيام القليلة الماضية بسبب التدهور الشديد في الوضع الأمني. يأتي ذلك فيما نقلت صحيفة «حرييت» التركية عن الرئيس التركي عبدالله غل، دعوته إلى تطبيق «النموذج اليمني» في سورية، بمعنى تنحي الرئيس بشار الأسد لمصلحة نائبه، مع ضمان حصوله على حصانة من الملاحقة. وأوردت الصحيفة أن غل توقع بأن «يأخذ هذا التحول بعض الوقت»، مضيفاً أن على المعارضة السورية في المقابل توفير إطار يمكنه استيعاب كل فئات المجتمع. ولفت الرئيس التركي إلى أن روسيا والصين «ستدركان قريباً بأنه ما من خيار أمامهما إلا الانضمام إلى الجهود الدولية المناهضة للنظام السوري»، مضيفاً: «سنرى كم من الوقت يمكن لروسيا فيه أن تتحمل العبء الناتج من هذا النظام». وكان وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو اكد خلال لقائه بأعضاء المجلس الوطني السوري على أن أبواب بلاده ستبقى مفتوحة أمام الشعب السوري، داعياً في الوقت نفسه إلى عدم ممارسة التمييز الديني أو العرقي. واعتبر أن سورية «ترتكب جريمة» بمنعها دخول المساعدة المخصصة للمدنيين المتضررين من أعمال العنف إلى البلاد. واتهم من جهة أخرى النظام السوري بأنه»يرتكب كل يوم جريمة ضد الإنسانية عبر استهداف شعبه». وقال أيضاً إن المسؤولية التي تقع على عاتق المجتمع الدولي هي توجيه أكثر الرسائل حزماً إلى القيادة السورية «والقول هذه الوحشية يجب ألا تستمر». وفي إطار لجوء المزيد من السوريين إلى دول الجوار بسبب تدهور الوضع الداخلي، قال ناطق باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لرويترز امس إن ما يصل إلى ألفي لاجئ يفرون من العنف في سورية ويعبرون الحدود إلى شمال لبنان. وتابع جان بول كافاليري نائب ممثل المفوضية في لبنان لرويترز «بين ألف وألفي (سوري) يعبرون من سورية إلى لبنان». واستطرد «ستتضح الأعداد خلال الساعات المقبلة. هذا هو ما نسمعه من فرقنا على الأرض والسلطات المحلية».