انتصر خضر عدنان على سجَّانه، وسجَّل هدف الفوز المدوي في معركة عض الأيدي، وكان هو الفائز بشهادة العدو الإسرائيلي كذلك! لقد اختار خضر عدنان هذه المعركة حينما طفح الكيل وفاض الصاع وجاوز السيل الزُبى، بمقاومة يسميها الأسرى «معركة الأمعاء الخاوية» تلك المهمَّة الصعبة التي لا يقدر عليها كل مجاهد فضلاً أن يطيقها ويستطيعها كل أسير. إنَّ هول الحدث يستدعي أن تكون لنا وقفة تجاه ما يحدث مع هذا الأسير في سجون إسرائيل، وتجاه جميع الأسرى الذين يريدون خوض معركة الإضراب مع السجَّان، حيث لاحظنا تجاهلاً دولياً واضحاً لقضيَّة الأسرى خصوصاً من الحقوقيين الدوليين، والقضيَّة واضحة المعالم فالأسير مسلم ثمَّ عربي ثمَّ فلسطيني، وهنا تكون الكارثة. لم نرَ عالمنا الدولي بأنظمته السياسيَّة إلاَّ ساكتاً في غفلته عن قضيَّة هذا الأسير ظلماً وعدواناً، ونستذكر حينئذٍ حينما ضجَّ العالم بأسره عربه وعجمه لمَّا اعتقل المجاهدون جلعاد شاليط في أرض المعركة، وكم نالت شخصيَّته من صخب وضجيج لتخليص حياته من الأسر، فلك الله يا خضر عدنان! إنَّ خضر عدنان بعد أن عجز الإسرائيلي عن كسر إرادته كي يثنيه عن إضرابه السلمي الذي يقاوم به آلة البطِش يقول: إنَّني مظلوم ولقد سجنت مراراً وتكراراً عندكم في سجون ظالمة باعتقال...بل باختطاف همجي بربري يسمونه زوراً وبهتاناً بالاعتقال الإداري، ومعناه عندهم أن يبقى الأسير قيد السجن ورهن المحبس، ويتجدد الاعتقال مرة تلو مرة، حتَّى يتلطَّف السجان بإطلاق سراحه بعد أن يبلغ من الوقت عتياً، فما كان من الأسير خضر عدنان إلاَّ أن يخبر الإسرائيلي بطريقته الخاصَّة قائلاً: إمّا أن تطلقوا سراحي، وإمَّا أن أبقى مضرباً عن الطعام، وتحقِّقوا للأسرى بغيتهم بإطلاق سراحهم، وقد انتصر أخيراً!