أكد محمد اللويش أن الناقد عبدالله الغذامي أسس نظرية النقد الثقافي، الذي يشكل منعطفاً في المنظومة الاصطلاحية في النقد العربي الحديث، وان الغذامي حدد أسس نظريته التي اخذ بها في النقد الثقافي وفق رؤيته في التعريب والتأصيل، التي تواكب التراكم في المنجز النقدي. ورأى اللويش في ورقة عمل نظمتها لجنة الحوار في نادي حائل الأدبي بعنوان «النقد الثقافي عند عبدالله الغذامي بين التنظير والتطبيق»، مساء الثلثاء الماضي، أن النسق هو عنصر خفي مؤثر في عقلية المتلقي وذائقته، اذ يترسب هذا النسق في زمن طويل، وفي آخر الأمر يدافع عنه بشدة، فلا يمكن المساس به، كما يفهم من كلام الغذامي. وبدأ معد الورقة بالتطرق للجدل الفكري في أوساط الثقافة العربية، حول المناهج النقدية الحديثة لقراءة الأدب والفن، كالبنيوية والتفكيكية التي برزت في مرحلة ما بعد الحداثة، وأدت إلى بروز تيار النقد الثقافي كاتجاه نقدي رئيسي يقوم على الاهتمام بما وراء جماليات النص من انساق مضمرة. ووصف رئيس «أدبي حائل»محمد الحمد، الورقة بأنها اجتهدت في اختزال مشروع الغذامي الكبير في ورقات عدة. فيما وصف الكاتب شتيوي الغيثي الورقة بالجميلة، وعن كتاب النقد الثقافي قال: «إنه جاء ليدشن مرحلة ما بعد الحداثة». وانتقد الدكتور سليمان خاطر الورقة بأنها زادت مشروع الغذامي غموضاً، واعترض على تعريف اللويش للنسق، وقال إنه النظام.وعقب اللويش بأن النقد الثقافي قائم على كشف الأنساق المبهمة والمضمرة في الخطاب الثقافي، مؤكداً على نسبية النسق، وحول مفهوم النقد الثقافي أوضح أن الغذامي حدد معالم النظرية في كتابه النقد الثقافي، ولم يسبقه أحد في هذه النظرية ذات الأطر المحددة. وفي سؤال ل«الحياة» عن الرأي الذي يذهب إلى أن الغذامي اتجه إلى النقد الثقافي، نتيجة لاصطدامه مع السلفيين؟ أجاب اللويش «أن ذلك ليس صداماً بل تلاقح أفكار، لان مجتمعنا متطور ويحمل عدة اتجاهات»، وأبان بأنه لم يدرس شخصية الغذامي، بل درس منهجه وفيه بعض التحفظ على الحداثيين.