يزداد في شكل يومي أعداد شبان من جنسيات مختلفة امتهنوا بيع ماء زمزم على الزوار والمعتمرين من خلال انتشارهم على الطرقات السريعة بالمدينةالمنورة وبعض المدن الأخرى، إذ بدأت الشكوك تساور الكثيرين حول مصادر هذه المياه وهل هي حقاً مياه زمزم أم مياه أخرى أم خليط، فضلاً عن استغراب البعض للسماح ببيعها على رغم أن ذلك محظور قانوناً من خلال تعميم يلزم إمارات المناطق ووزارات التجارة والصناعة والمياه والكهرباء والشؤون البلدية والقروية بجانب رئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي والأمن العام بضرورة متابعة تطبيق الأمر السامي الذي بموجبه يمنع بيع ماء زمزم، لكن واقع الحال يؤكد وجود هذه السوق بل وانتشارها في معظم مدن المملكة وبات سماسرتها يبالغون في الأسعار، حتى بلغت أضعافاً مضاعفة من دون حسيب أو رقيب، إضافة إلى بيعه في عبوات خاصة مجهولة المصدر. «الحياة» استطلعت الباعة الذين يمتهنون بيع مياه زمزم والمستفيدين من المياه واكتشفت كثيراً من مفارقات الاتجار غير النظامي الذي يهدف إلى الربح السريع وخداع المشترين. وقال أيمن هلال الذي كان يفاصل غلاماً يبيع المياه على الرصيف زمزم له رونقه الخاص مع الإفطار ويعطيه نكهة خاصة وكأنك تعيش أجواء رمضان في مكةالمكرمة أو في المدينةالمنورة، لذلك أحرص على أن يكون ماء زمزم بالمقام الأول على سفرة الإفطار، غير أنه اشتكى من حالات الغش التي يقوم بها باعة الماء المبارك، خصوصاً في الشهر الفضيل، إذ يشك بأن كثيرين يخلطون المياه الصحية بزمزم لرفع المردود المادي، بينما اكتشفت «الحياة» كثيراً من مفارقات الاتجار غير النظامي الذي يهدف إلى الربح السريع وخداع المشترين من طريق الباعة الذين يمتهنون بيع مياه زمزم. وأكد عدد من المشترين أن هناك عمليات غش كبيرة يمتهنها الكثيرون ممن يبيعون الماء، أحمد المطرفي أحد الموجودين بجوار الباعة الذي تنقل كثيراً بينهم، يقول: كثيراً ما أجد غشاً في تلك الغوالين فتكون هناك ترسبات في آخرها وهذا يدل على أن هناك ماءً ممزوجاً بزمزم. أحد الباعة امتنع عن ذكر اسمه أكد رفضه فكرة الغش قائلاً لن أقبل على نفسي أن أكون غشاشاً خصوصاً ونحن في شهر رمضان، كذلك وأنا أبيع الماء المبارك، فرزق حلال قليل خير من حرام كثير يمحق الله بركته، فأنا أذهب إلى مكة يومياً وأعبئها بالمجان من هناك ولا أربح إلا القليل كقيمة لأوعية الماء التي أبيعه فيها وقيمة مشواري اليومي إلى هناك. من جانب آخر، طالب المفتي العام للسعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في وقت سابق بتدخل الجهات الأمنية ورئاسة شؤون الحرمين، لإيقاف ظاهرة المتاجرة بماء زمزم ومنع السماسرة الذين يحرمون الناس منه، والأخذ بأيدي المتاجرين بماء زمزم ومنعهم بالقوة إذا لزم الأمر، لأن الدولة هيأت زمزم للشرب وانتفاع الناس وليس قيام مجموعة بالسيطرة على الصنابير وحجزها لبيعه على الناس بأسعار عالية، لافتاً إلى أن من يحرمون الناس من زمزم ويبيعونه عليهم مكاسبهم خبيثة. وقال رداً على سؤال حول غش مياه زمزم، عملهم خطأ وخيانة ورسالتي إلى هؤلاء أقلعوا عن هذا الأمر واعلموا أن تصرفكم تصرف خاطئ، والمفروض أن تهيئوا زمزم للمسلمين والنبي صلى الله عليه وسلم أتى يوم النحر وجاء عند زمزم فطلب منهم دلواً فشرب وقال لهم (لولا أن يغلبكم الناس لنزعت معكم). وكان عمه العباس يسقي الحجيج ويتقدمون في الليل ويملؤون الحياض لأجل سقي الحجيج تقرباً إلى الله وهؤلاء يُخزّنون زمزم ثم يبيعونه في رمضان بأغلى الثمن لا شك أنهم مخطئون.