ينتشر في طرقات مكةالمكرمة، والمدينة المنورة وبعض المدن الأخرى، شباب وفتيان من جنسيات مختلفة امتهنوا بيع ماء زمزم على زوار الحرمين. ومع ازدياد أعدادهم، وانتشارهم في معظم المدن بدأت الشكوك تساور الكثيرين حول مصادر هذه المياه، وهل هي حقا مياه زمزم، أم مياه أخرى، أم خليط من الاثنين؟.. فضلا عن استغراب البعض للسماح ببيعها، على الرغم من أن ذلك محظور قانونا. “شمس” استطلعت الباعة الذين يمتهنون بيع مياه زمزم والمستفيدين من المياه، واكتشفت كثيرا من مفارقات الإتجار غير النظامي، الذي يهدف للربح السريع وخداع المشترين، وقال محمد الغامدي الذي كان يفاصل غلاما يبيع المياه على الرصيف: “زمزم له رونقه الخاص مع الإفطار، ويعطيه نكهة خاصة وكأنك تعيش أجواء رمضان في مكةالمكرمة؛ لذلك أحرص على أن يكون ماء زمزم رقم واحد على سفرة الإفطار”، غير أنه اشتكى من حالات الغش التي يقوم بها باعة الماء المبارك، خاصة في الشهر الفضيل، حيث يضيف قائلا: “كثيرون يخلطون المياه الصحية بزمزم؛ لرفع المردود المادي”. أحد الباعة، امتنع عن ذكر اسمه، أكد رفضه فكرة الغش، قائلا: “لن أقبل على نفسي أن أكون غشاشا، خاصة ونحن في شهر رمضان، كذلك وأنا أبيع الماء المبارك فرزقٌ حلال قليل خيرٌ من حرام كثير يمحق الله بركته، فأنا أذهب إلى مكة يوميا وأعبئها بالمجان من هناك، ولا أربح إلا القليل كقيمة لأوعية الماء التي أبيعه فيها وقيمة مشواري اليومي إلى هناك”. في الجانب الآخر أكد عدد من المشترين أن هناك عمليات غش كبيرة يمتهنها الكثيرون ممن يبيعون الماء، ياسر الحربي أحد المتواجدين بجوار الباعة الذي تنقل كثيرا بينهم يقول: “كثيرا ما أجد غشا في تلك (الجوالين) فيكون هناك ترسبات في آخرها، وهذا يدل على أن هناك ماءً ممزوجا بزمزم. من جانب آخر طالب سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتى العام للسعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، في وقت سابق، بتدخل الجهات الأمنية ورئاسة شؤون الحرمين لإيقاف ظاهرة المتاجرة بماء زمزم ومنع السماسرة الذين يحرمون الناس منه والأخذ بأيدي المتاجرين بماء زمزم ومنعهم بالقوة إذا لزم الأمر؛ لأن الدولة هيأت زمزم للشرب وانتفاع الناس وليس قيام مجموعة بالسيطرة على الصنابير وحجزها لبيعه على الناس بأسعار عالية، لافتا إلى أن من يحرمون الناس من زمزم ويبيعونه عليهم مكاسبهم خبيثة. وقال ردا على سؤال حول غش مياه زمزم: “عملهم خطأ وخيانة ورسالتي إلى هؤلاء “أقلعوا عن هذا الأمر واعلموا أن تصرفكم تصرف خاطئ، والمفروض أن تهيئوا زمزم للمسلمين، والنبي صلى الله عليه وسلم أتى يوم النحر وجاء عند زمزم فطلب منهم دلوا فشرب، وقال لهم: (لولا أن يغلبكم الناس لنزعت معكم) وكان عمه العباس يسقي الحجيج ويتقدمون في الليل ويملؤون الحياض لأجل سقي الحجيج؛ تقربا إلى الله، وهؤلاء يُخزّنون زمزم ثم يبيعونه في رمضان بأغلى الثمن، لا شك أنهم مخطؤون”.