استعادت اسواق الاسهم الاميركية مستويات ما قبل انهيار المصرف الاميركي «ليمان براذرز» العام 2008 وتجاوز مؤشر «داو جونز» مستوى 13 الف نقطة، وقارب «ناسداك» مستوى ثلاثة الاف نقطة قبيل 24 ساعة من لقاء وزراء المال والخزانة وحكام المصارف المركزية في مجموعة العشرين اليوم وغداً في مكسيكو لمناقشة ازمة الدين، بعد اقل من اسبوع من انجاز المفاوضات الاوروبية لانقاذ اليونان. وسيحاول الجانب الاوروبي الضغط لزيادة مساهمة صندوق النقد الدولي في «صندوق الانقاذ» الاوروبي في حين لا تزال الدول الاخرى تقاوم الطلب «حتى تُظهر اوروبا ودول منطقة اليورو التزامها خطط الاصلاح». وحجة الدول غير الاوروبية ان موارد صندوق النقد الدولي الذي يضم 187 عضو، مكشوفة على منطقة اليورو وهي غطت 60 في المئة من قروض اليونان والبرتغال وايرلندا حتى قبل ان يعرض الصندوق تغطية جزء من شريحة الانقاذ الاخيرة لليونان. وتحاول اوروبا الاستفادة من قروض الصندوق «لأنها رخيصة»، خصوصاً بالنسبة الى الدول التي لا تستطيع الاستدانة بسهولة من الاسواق الدولية او التي تغرمها الاسواق فائدة عالية جداً. ويقول الدكتور محمد العريان الرئيس التنفيذي لشركة «بيمكو للاستثمار» ان «ممثلي الدول الناشئة في آسيا واميركا اللاتينية في الصندوق يريدون حماية الموارد من الديون الاوروبية. كما ان الولاياتالمتحدة تتخذ موقفاً مؤيداً لهم وتطالب اوروبا باصلاحات جذرية قبل الحصول على الاموال». ويشير العريان، في مقال نشرته صحيفة «فايننشال تايمز» ان اوروبا قارة لديها الموارد الكافية كما ان المانيا وبنك الاستثمار الاوروبي يستطيعات الاستدانة من الاسواق بسعر فائدة رخيصة لزيادة حجم صندوق الانقاذ الاوروبي وتأمين درع وقائية من الصدمات لاي دولة عضو في منطقة اليورو. وكانت لايل برينار مساعدة وزير الخزانة الاميركي قالت «ان التعافي في الولاياتالمتحدة ما زال هشا وضعيفاً امام الصدمات، وعلى مجموعة العشرين ان تبقى نشيطة وميتقظة للمخاطر الممكنة». واضافت ان «ازمة منطقة اليورو تبقى الخطر الرئيسي على النمو العالمي وبالتأكيد على تعافينا الداخلي». واوضحت المسؤولة الاميركية انه «في مكسيكو سنناقش مع شركائنا في مجموعة العشرين تنفيذ الوعود التي قطعتها الدول الاعضاء، خصوصاً الاوروبية، في اطار خطة العمل من اجل تحقيق نمو قوي ودائم ومتوازن». وترى الولاياتالمتحدة ان «موارد صندوق النقد الدولي لا يمكن ان تحل محل درع وقائية اوروبية قوية تتمتع بالمصداقية». ومع استقرار الاسواق نهاية الاسبوع في اوروبا والولاياتالمتحدة عند مستويات افضل منها في بداية الاسبوع وارتفاع اليورو الى نحو 1.34 دولار، ارتفع خام القياس الاوروبي (برنت) فوق مستوى 126 دولارا ًللبرميل محققاً مكاسب للاسبوع الخامس على التوالي وسط آمال بانكماش المخاطر الاوروبية الناتجة عن الديون السيادية ووسط مخاوف في شأن الامدادات الإيرانية وبيانات اقتصادية أميركية إيجابية بددت المخاوف من أن يحد ارتفاع أسعار النفط من نمو الطلب عليه. وصعدت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الاميركي الخفيف لليوم السابع على التوالي. وزاد السعر تسليم نيسان (ابريل) 73 سنتاً إلى 108.56 دولار للبرميل، ولامس 109 دولار اثناء التداول. وأعلن وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتنر أمس إن الإدارة تدرس الملابسات التي قد تسوغ استخدام الاحتياط الاستراتيجي النفطي للبلاد، ودافع عن العقوبات الأميركية المفروضة على إيران. وقال غايتنر متحدثاً الي محطة «سي. ان. بي. سي» التلفزيونية «هناك مبررات لاستخدام الاحتياط في بعض الظروف وسنواصل دراستها وتقويمها بعناية». وتحدث عن خطر نقص الإمدادات «بالطبع يمكن لإيران أن تلحق ضرراً كبيراً بالاقتصاد العالمي... نعمل بحرص شديد لنحاول تقليل ذلك الخطر ونضمن أن هناك مصادر بديلة للإمدادات من السعودية وغيرها للمساعدة على تعويض انخفاض الصادرات الإيرانية. هذا جزء مهم من استراتيجيتنا».