أوفدت الحكومة العراقية صباح امس عدداً من وزرائها لتسليم القادة العرب دعوات إلى حضور مؤتمر القمة المقرر عقده في بغداد نهاية آذار (مارس) المقبل. وكان مسؤولون اعتبروا التفجيرات الدامية التي شهدتها محافظات عدة وخلفت عشرات القتلى والجرحى محاولة خارجية لعرقلة انعقاد القمة. وغادر بغداد صباح امس إلى دول عربية مختلفة وزراء الخارجية هوشيار زيباري، والدفاع سعدون الدليمي، والتخطيط والتعاون الإنمائي علي شكري، والصناعة احمد ناصر دلي، ووزير الدولة لشؤون مجلس النواب صفاء الدين الصافي لنقل دعوات الحكومة ورئيس الجمهورية إلى القادة العرب. وسبق أن استضاف العراق مؤتمر القمة العربية مرتين عامي 1978 و 1990 ، وشهدت الأولى إقرار المقاطعة العربية لمصر في أعقاب توقيعها اتفاق السلام مع إسرائيل، فيما اعتبرت الثانية بداية لتصدع مفهوم الإجماع العربي اثر غزو النظام العراقي السابق للكويت بعد شهور من القمة. وفي سياق متصل، اكد رئيس الجمهورية جلال طالباني في برقية تهنئة إلى أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، في مناسبة العيد الوطني لبلاده رغبة العراق في توطيد العلاقات والنأي بها عن كل «شائبة». ودعا إلى «العمل لإشاعة المناخ الأخوي وتوثيق الروابط الأخوية بين شعبينا لما فيه خير الشعبين الكويتي والعراقي». وكانت مصادر حكومية عراقية أكدت حضور وفد رسمي كويتي رفيع المستوى قمة بغداد، وأشارت إلى موافقة14 دولة عربية على حضور المؤتمر. وأكد وزير الخارجية هوشيار زيباري خلال مؤتمر صحافي التزام العراق الإجماع العربي على عدم دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى المؤتمر. وشدد على أن العراق كان يرحب بحضوره لكنه لن يخرج عن الإجماع العربي. ويتوقع أن تتصدر قضية الاحتجاجات الشعبية في سورية والموقف العربي منها جدول أعمال مؤتمر بغداد. ودعا زعيم «القائمة العراقية» أياد علاوي الزعماء العرب امس إلى إدراج الاضطرابات السياسية والأمنية في العراق على جدول أعمال المؤتمر. وقال علاوي في تصريح إلى «راديو سوا» من لندن : «لدينا أزمة تخص نائب رئيس جمهورية وأزمة نائب رئيس الوزراء وإشكاليات في الحكومة، بالإضافة إلى الإخفاقات الأمنية واعتقالات وتهميش وإقصاء واسع وتغييب في السجون. ويجب أن يُحل الموضوع حالاً، لأننا بخلاف ذلك نعتزم تقديم مذكرة إلى القمة العربية تشير بوضوح إلى الأزمة في العراق».