بغداد - ا ف ب، أ ب -اتهمت وزارة الداخلية العراقية تنظيم "القاعدة" اليوم الخميس بالوقوف خلف سلسلة الهجمات التي قتل واصيب فيها العشرات واستهدفت مناطق متفرقة في العراق. وذكرت الوزارة في بيان نشرته على موقعها الالكتروني ان "البلاد تعرضت الى سلسلة هجمات ارهابية استهدفت المواطنين في بغداد وعدد من المحافظات في احدث تكتيك يستخدمه تنظيم القاعدة الارهابي والجماعات المسلحة المرتبطة به". واضافت ان هذه الهجمات "تأتي ايضا في سياق سعي تنظيم القاعدة الارهابي لتوجيه رسائل الى انصاره بأنه ما زال يعمل في الاراضي العراقية، ولديه القدرة على توجيه ضربات في العاصمة والمدن والاقضية الكبيرة والصغيرة". واشارت الوزارة الى ان "المواطن العراقي واجهزة الدولة يدركان ان الحرب ضد الارهاب طويلة وشاقة وهي حرب افكار وعقول وصراع ارادة ضد قوى التطرف والتكفير والقتل والدمار". وذكر البيان ان "الشعب العراقي بات مدركاً ان تطورات الوضع الاقليمي والدولي تعكس بظلالها السلبية على استقراره وامنه". وقتل 48 شخصاً على الاقل واصيب اكثر من 250 آخرين بجروح في سلسلة هجمات استهدفت مناطق مختلفة من العراق. ووقع اليوم، 29 هجوما على الاقل نتجت عن 16 سيارة مفخخة وثماني عبوات ناسفة واربع هجمات مسلحة وقذيفة، بينها سبعة هجمات ببغداد ووقعت الاخرى في محافظات صلاح الدين وديالى وكركوك وبابل ونينوى، وفقا لمصادر امنية. وجاءت هذه الهجمات التي بدات عند حوالى الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي (03:00 تغ)، بينما تستكمل السلطات العراقية التحضيرات لانعقاد القمة العربية المقبلة في 29 اذار/مارس في بغداد. ولم تتبن اي جهة الهجمات، علما ان تنظيم القاعدة في العراق عادة ما يتبنى هجمات مماثلة. وكان هجوم الكرادة هو الأكبر، حيث اهتزت مباني المنطقة وشوهدت سحابة من الدخان فوق موقع الانفجار. وتفحّمت السيارات في موقع الحادث. وقالت مصادر الشرطة إن السيارة المفخخة انفجرت بالقرب من نقطة تفتيش. وأكدت مصادر طبية في مستشفى ابن النفيس والراهبات القريبين وقوع الضحايا. وأظهرت صور من موقع الحادث أشخاصا مضرجين بالدماء وهم يفرون من المكان، كما عكست الصور الدمار الذي لحق بواجهات المحال التجارية. ومن أبرز الهجمات الأخرى، مقتل 6 أشخاص في تفجير سيارة في منطقة الكاظمية، شمالي بغداد في حين قتل 6 اشخاص وجرح 3 عندما أطلق مسلحون مجهولون النار على نقطة تفتيش تابعة للشرطة في منطقة الصرافية وسط بغداد. وهناك تقارير بشأن تفجيرات في محافظتي صلاح الدين وكركوك. وسبق لتنظيم "القاعدة" أن تبنى تفجيرات سابقة في كانون الأول (ديسمبر) وكانون الثاني (يناير)، وفقاً ل"بي بي سي"، التي أضافت أن مسؤولاً حكومياً رفيعاً قال إن تصاعد العنف في العراق منذ انسحاب القوات الأميركية في أواخر السنة الماضية له أهداف سياسية. وألقى المسؤول الحكومي باللائمة على نائب الرئيس العراقي، طارق الهاشمي، متمها إياه بتخطيط الهجمات وتنسيقها. ويواجه الهاشمي الذي لجأ إلى إقليم كردستان العراق اتهامات رسمية بتمويل فرق موت تابعة له لكنه نفى هذه الاتهامات. وتأتي هذه السلسلة من الهجمات بعد يوم واحد من تحذير رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من أن مقاتلي القاعدة يواصلون رسم خططهم لشن هجمات في المنطقة الواقعة جنوب بغداد التي كانت تعرف من قبل باسم "مثلث الموت".