بوينوس ايرس- ا ف ب-اصطدم قطار مكتظ بالركاب بجدار موقفه الاخير لدى وصوله الى محطته وسط بوينوس ايرس ما ادى الى مصرع خمسين شخصا وجرح 675 اخرين تعين انتشال عديدين منهم من سقف العربات الذي تحولت الى اكوام من المعدن المطحون من قوة الارتطام. واعلن مساعد سكرتير حقوق الانسان في بوينوس ايرس كلاوديو افروخ "ارتفع عدد القتلى الى الخمسين" بينما اعلنت وزارة الصحة في المدينة ان عدد الجرحى تجاوز الستمئة وبلغ 675. وقبل ذلك اعلن المتحدث باسم الشرطة نستور رودريغيس ان الصدمة التي وقعت في ساعة اكتظاظ، اسفرت عن مصرع 49 شخصا. وكان القطار التابع لشركة تي بي آ الخاصة والذي يصل ضاحية بوينوس ايرس الغربية بوسط المدينة، ينقل الفي راكب على الاقل. وقد دخل المحطة دون ان يفرمل قبل ان يصطدم بجدار موقفه الاخير كما ظهر في شريط فيديو المراقبة الذي بثته قنوات التلفزيون. وامضى رجال الاغاثة اربع ساعات لانتشال الضحايا العالقين في مزيج معادن العربتين الاولتين حيث توغلت العربة الاولى ستة امتار في التي كانت امامها حسب السطات. واعلن الشاهد اليخاندرو فيلاسكيس "كان الناس العالقون يصرخون من اليأس. رايت جثثا ودماء في كل مكان وظلت رؤوس الركاب عالقة في النوافذ". وتعين على رجال الاطفاء والحماية المدنية قطع سقف العربات الاولى لانتشال الركاب. وصرح وزير النقل خوان بابلو سكافي للصحافيين ان القطار "دخل بسرعة عشرين كلم في الساعة واصطدم بالجدار الاخير" لاسباب سيحددها التحقيق. واعلنت شركة تي بي آ في بيان انها تجهل اسباب الحادث واكدت انها سلمت "القضاء كل المعلومات واشرطة الفيديو". ورغم اصابته بجروح تمكن سائق القطار من الخروج من مقصورته بمساعدة رجال الاغاثة الذين تكفلوا بعشرات الاشخاص في محطة القطارات حيث قضى العديد من الركاب المصدومين ويومهم جالسين على الارض. واضاف سكيافي ان السائق "شاب في الثامن والعشرين خبرته جيدة ولم يكن مرهقا حيث انه بدا خدمته قبل بضع محطات". وروى الراكب بدرو فوينتيس "شعرت بصدمة شديدة وسمعت دويا رهيبا، لم يفرمل القطار ورايت الناس مصابين بجروح في العنق والذراعين والساقين". وتقطع رحلة قطار سرميينتو سبعين كلم وتنقل نحو 500 الف راكب يوميا وفي ايلول/سبتمبر اسفر حادث سابق على الخط نفسه عن مصرع تسعة اشخاص عندما اصطدم قطاران بحافلة عند مقطع طرق. وهرعت عشرات من سيارات الاسعاف ونقل المصابون بجروخ خطيرة على متن مروحيات هبطت في ساحة اونسي، قبالة محطة القطارات. وصرح الراكب اسيكييل لوسائل الاعلام ان "القطار كان مكتظا والصدمة مروعة وكان الناس يحاولون الخروج بكل قواهم". وقال النقابي في اتحاد السكك الحديدية روبرتو نونييث ان "ذلك عائد لقلة صيانة القطارات والى مخالفات وهفوات" وخدمة تعمل بشكل متذبذب. ويعود العتاد المستعمل على ذلك الخط الى الستينيات. وتمت خصخصة السكك الحديدية الارجنتينية خلال التسعينيات فيما تشهد البلاد بانتظام حوادث متراوحة الخطورة كما وقع في 2011 مع ثلاثة حوادث اصطدام اثنان منها اسفرت عن سقوط قتلى. وهذا ثالث اخطر حادث في الارجنتين بعد حادثي بينافيدث الذي خلف 236 قتيلا سنة 1970 والذي وقع سنة 1978 في ولاية سنتا وقتل فيه 55 شخصا.