أكد وزير المياه والكهرباء الدكتور عبدالله الحصين، أن إطلاق مشروع البوارج في المنطقة الغربية من المملكة، جاء في وقت مناسب لحاجة جدةومكةالمكرمة للمياه، وكذا منطقة عسير التي انتقلت إليها بعد توجيهات خادم الحرمين الشريفين، ثم إلى ينبع والمدينةالمنورة لحاجتهما الشديدة للمياه. وذكر الحصين خلال زيارته إلى البارجة الأولى والبارجة الثانية من مشروع البوارج أمس «الأربعاء» في ينبع، واللتين يبلغ إنتاجهما 50 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يومياً، وتغذيان منطقة المدينةالمنورة وينبع من نقص المياه المحلاة، أن أفضل المواقع التي أقيمت بها البوارج كانت في ينبع، كونها أنتجت طاقتها الكاملة من دون وجود مشاكل أو معوقات، مرجعاً ذلك لجوارها لطيبة الطيبة وقبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وأوضح الحصين أن فكرة المشروع كانت مطروحة منذ أكثر من 20 عاماً، إلا أنها تأخرت حتى جرى تنفيذها في الوقت الراهن، وأضاف: «ولو نفذت في تلك الحقبة الزمنية، فلن تنفذ بهذا الحجم الذي يغطي مدينة يبلغ عدد سكانها 250 ألف نسمة، ولو رُشد الاستهلاك لوصل لمدينة يصل سكانها ل 500000 نسمة». وشملت جولة الوزير التفقدية الموقع ومجريات العمل والمرافق الخاصة والعاملين في البارجتين، واللتين تعدان متكاملتين كلياً، وتعملان بشكل مستقل، إذ إنهما تحتويان على الحاجات الضرورية كافة لتحلية المياه من مولدات كهربائية ومختبرات وغرف تحكم وغرف إقامة العاملين. ووصل إجمالي إنتاج البارجتين « بحسب بيان صحافي للشركة المنفذة للمشروع» منذ تواجدهما في ينبع أكثر من 22 مليون متر مكعب من المياه الصالحة للشرب حتى الآن، وأكثر من 42 مليون متر مكعب من المياه منذ تشغيلهما عام 2008. وبدأ مشروع البوارج منذ قرابة الأربع سنوات، وكان أول تشغيل للبارجتين في عام 2008 لدعم الطلب على المياه المحلاة في المنطقة الغربية، واتخذت من سواحل «الشعيبة» (120 كيلو متراً جنوب مدينة جدة) موقعاً لهما، وأسهمتا في تغذية كل من مكةالمكرمةوجدة والطائف والباحة بالمياه المحلاة. وفي عام 2009 انتقلت البارجتان من منطقة «الشعيبة» إلى «الشقيق» (130 كيلو متراً غرب جازان) في وقت قياسي، وبحد أدنى من الموارد، ما يجعل أهم ميزات مشروع البوارج إمكانية سرعة تنقلهما حسب الحاجة. وتضمن نقل البارجتين تجهيز الموقع وترتيبات الرسو وشراء وتركيب 1500 متر من خط توصيل المياه المنتجة، و1200 متر من خط نقل الوقود، وعلى الرغم من التحديات العديدة نجحت البوارج في توفير الماء الصالح للشرب في الوقت المحدد لمنطقة عسير خلال صيف عام 2009. وانتقلت البارجتان إلى محافظة ينبع والمدينةالمنورة لسد الاحتياج الكبير الذي تحتاجه المنطقة خصوصاً في موسم الصيف والأعياد، فغطت الحاجة، وذلك لماهية المشروع غير المسبوق ونتائجه المميزة خاصة في أنه يحل أزمات او اختناقات في مجال تحلية المياه. وتعتبر المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة هي العميل الملتزم لشراء كامل الإنتاج حسب الاتفاقات المبرمة. وأصبح المشروع يتلقى عروضاً عالمية، إذ تلقت الشركة العديد من الطلبات من كثير من دول العالم، ما ساهم في تشجيع شركة بوارج على وضع خطط للتوسع عالمياً في صناعة مثل هذه البوارج العملاقة. أما على صعيد السوق المحلي، فتسعى الشركة إلى رفع عدد بوارج تحلية المياه إلى ثلاث أو أربع بوارج، ولذلك لتغطية الطلب المتزايد لسد الحاجة الطارئة على تحلية مياه البحر. وتجدر الإشارة إلى أن ملكية البارجتين، تعود لشركة بوارج الدولية لتحلية المياه المحدودة التي أسست بالشراكة ما بين شركة أعمال المياه والطاقة الدولية «أكوا باور» التي تملك نسبة 65 في المئة، وشركة «ركاء» السعودية للطاقة والماء المحدودة التي تملك نسبة 35 في المئة، وكان لصندوق التنمية الصناعية السعودي دور فعال في تمويل المشروع. وتعتبر البارجتان اللتان تم بناؤهما وتشييدهما بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، أكبر محطتي تحلية مياه عائمتين في العالم، لسد الطلب العالي الموسمي على المياه الصالحة للشرب في أي منطقة، إذ تعتبر المملكة منطقة جافة نسبياً، فكانت الحاجة ماسَّة لمثل هذه المشاريع الكبيرة، لا سيما وأن معدل استهلاك الفرد عالٍ.