أغرمت بلوحات الرسام العالمي ليوناردو دافنشي ورأت في قسمات رائعته «الموناليزا» انطلاقة ريشتها فعلياً إلى عالم الرسم والألوان،تغلبت على الخجل حينما كانت تخفي لوحاتها عن الناس إلى عرضها والمشاركة بها في المنتديات والمواقعواستشارة المتخصصين في عالم الرسم التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي، لم تمانع في إنشاء ورشة صغيرة في منزلها تضم مئات الأدوات والأقلام وكراسات الرسم التي تحتفظ بها من سن الطفولة. رانيا العيدان فتاة سعودية بدأت حياتها في الرسم من المرحلة الابتدائية عندما نظمت المنطقة الجنوبية مسابقة المدارس للرسم لتتصدر رانيا المركز الثاني على مستوى المنطقة، وكانت لوحتها الفائزة عبارة عن نافذة مفتوحة السواتر تطل على ساحل البحر استخدمت فيها ألوان الفولماستر، من ذلك الحين شعرت رانيا بأن داخلها موهبة يمكن أن تجعل منها فنانة مميزة. تقول ل «الحياة»: بعدما أنهيت المرحلة الثانوية التحقت فوراً بكلية التربية الفنية جامعة الملك خالد لأصقل الموهبة بالدراسة الأكاديمية وأثناء الدراسة رسمت أول لوحة لي بالألوان الزيتية واعتبرتها قريبة إلى قلبي ونالت إعجاب الكثيرين من أساتذتي في الجامعة وأيضاً صديقاتي. وأضافت: «أن أكثر الخامات التي أحب استخدامها في الرسم هي قلم الرصاص والفحم ورسم البورتريهات إضافة إلى التعمق في رسم تفاصيل الوجه والملابس وحركات الأيدي والانحناءات إضافة إلى رسم التراث الهندي». ولفتت إلى أن الموهبة بشكل عام والفنية بشكل خاص يمكن أن تختزل ولا تختفي من الإنسان فلو عطلها مدة من الزمن يمكن أن تتفجر بالممارسة بمجرد أن يعود لها، «لم أكتف بالدراسة الأكاديمية في الفن التشكيلي فبعد تخرجي عملت معلمة تربية فنية لتكتمل الموهبة بالعلم والتطبيق». وأشارت إلى أن الطالبات في المدرسة يمتلكن إمكانات كبيرة في الرسم وذائقة جعلتني اقترح على مديرة المدرسة فتح فصل نعرض فيه رسومات الطالبات وكتابة أسمائهن على اللوحات واستخدامه في الأنشطة المدرسية كنوع من التشجيع المعنوي والتحفيزي للطالبات. وعن مصادر تنمية موهبتها أوضحت: «أتابع بشدة الأفلام الوثائقية التي تعرض حياة الفنانين وكيف بدأوا برسم لوحاتهم إلى أن وصلوا للنجومية إضافة إلى اطلاعي إلى كل التطورات في عالم الفن التشكيلي وخاماته وطرقه وقالت إن لها مشاركات في عدد من المنتديات والمواقع الإلكترونية المختصة بالرسم والفن والتشكيلي». ولم تخف رانيا شغفها بالتصوير الفوتوغرافي الذي لا يمكن فصله عن الرسم فلديها المئات من الصور الفوتوغرافية التي التقطتها من مناطق المملكة كافة خصوصاً المنطقة الجنوبية عسير وتصوير الطبيعة الصامتة وحياة الشارع والناس التي تفضلها وما تحتويه تلك المنطقة من تضاريس جبلية وأودية ومناظر خلابة، وذكرت أنه من المستحيل أن تستغني عن كاميرتها التي تأخذها في كل مكان إلى درجة أنها أصبحت «مهووسة» على حد قولها بالتصوير وشراء أنواع من العدسات الاحترافية بأحجام مختلفة حتى ولو كانت باهظة الثمن، وتمنت العيدان أن يكون هناك دورات تدريبية للسعوديات لتعليم التصوير وأساسياته ومنح شهادات خبرة ولو تم ذلك لكان هناك إقبال كبير من الفتيات لأنه أصبح علماً ومطلباً أساسياً لا يمكن الاستغناء عنه وأوضحت أنها تعلمت فن التصوير بشكل فردي.