اتهمت الشركة المنفذة لمشروع مدينة الورود في الطائف متجمهرين من إحدى القبائل بإطلاق النار على العمال المباشرين للمشروع أمس، والتي لم تستطع «الحياة» التأكد من مصداقية المعلومة جراء عدم تجاوب الناطق الإعلامي لشرطة الطائف مع اتصالات الصحفية المتكررة. وأكد ل «الحياة» مواطنون من أفراد القبيلة أن أحد العاملين في مشروع المدينة أطلق أعيرة نارية عليهم، وهرب. وتجمع أكثر من 200 مواطن من إحدى القبائل عند أرض مشروع مدينة الورود في الطائف أمس، لمنع مقاول المشروع من تسوية وتسوير الأرض عن طريق قذف المعدات بالحجارة، مستعينين بأبنائهم في إثارة الفوضى. وأكد المواطن عبدالعزيز الطويرقي أحد المتواجدين في الموقع، أن تجمعهم للمطالبة بحقوقهم «لكن البيروقراطية التي تتطلب نفساً طويلاً للوصول إلى المعالجة، وإيجاد الحلول، أجبرتنا على السير في هذا الطريق». وبين الطويرقي أن التسويف لعب دوراً كبيراً في وصول المشكلة إلى هذه المرحلة المتأزمة، مضيفاً «إذ إننا نملك الموقع بموجب وثائق معتمدة رسمياً، ولم نتفق على تعميرها، أو على الأقل وضع علامات وشواهد تشير إلى ملكيتها، وأخذنا في تأجيلها، ومع مرور الوقت تفاجأنا أن أحد رجال الأعمال استخرج صكاً على الموقع، وتم تهميشه، وتمكن من استخراج آخر، وبيعها للشركة المستثمرة». وبيّن عبدالعزيز الطويرقي أن المطالبة تتمحور حول عودة الحقوق أما باقي مساحات المشروع ليست محل خلاف، مشيراً إلى أن تجمهرهم قبل شهر، انتهى بعد تلقيهم وعوداً بحل المشكلة «لكن ما اكتشفناه في ما بعد أن الشركة تعاقدت مع أحد المقاولين لتنفيذه». من جهته، أوضح مدير مشروع مدينة الورود الدكتور محمد الأنصاري ل «الحياة» أن أفراداً من إحدى القبائل القاطنة في الطائف اعتدوا أمس، على مقاول التسوية والتسوير في موقع المشروع، وشرعوا في قذف المعدات بالحجارة وإطلاق الأعيرة النارية، وعمدوا إلى الاستعانة بالأطفال والشبان الذين تركوا مدارسهم، وانخرطوا في إحداث الفوضى ما دفع المقاول إلى استدعاء الشرطة. وقال الدكتور محمد الأنصاري إن الشركة تنتظر رأي الجهات المختصة لوضع حد مفصلي للمشكلة، ويحدد مسارها، وبالأخص أن الشركة ليست طرفاً في هذه المطالبة، ووقعت ضحية خلاف بين المالك السابق للموقع والقبيلة التي تجددت مطالباتها أمس للمرة الثانية. وحاولت «الحياة» الاتصال على الناطق الإعلامي لشرطة الطائف المقدم تركي الشهري للاستفسار عن حادثة إطلاق أعيرة نارية في موقع المشروع أمس، بيد أن محاولات الجريدة كافة لم تجد تجاوباً. وكان الناطق الإعلامي لشرطة الطائف أبلغ «الحياة» سابقاً، بأن إدارته لا ترغب في التعليق على أحداث قضية مدينة الورود. يذكر أن بوادر أزمة أرض «مدينة الورود» في الطائف بدأت الشهر الماضي، إثر اعتراض أفراد من قبيلة طويرق على البناء فوق أرض مملوكة لهم وفق مستندات ملكية، متهمين رجل أعمال بالاستيلاء على الأرض وبيعها للشركة المنفذة للمشروع. وتوقف التجمهر في المرة الماضية، عقب تلقي المواطنين وعوداً بعدم تنفيذ المشروع إلا بعد حل المشكلات كافة، بيد أن تواجد معدات وعمال شركة مقاولات في الأرض أمس، أعاد القضية إلى الواجهة.