يبهرك الحضور الضخم لفنادق النجوم الثلاث، أو تلك التي تحمل تصنيفاً سياحياً أقل من ذلك، خلال ترتيبك لرحلتك إلى البرازيل، فالخيارات المتمثلة بالفنادق متوسطة المستوى، أو ما دونها هي الأكثر حضوراً في ظل قلة أعداد الفنادق الفاخرة أو الجديدة. في مدينة مثل ريو دي جانيرو التي احتضنت النهائي على ملعب «ماركانا» كان من المستحيل الحصول على فرصة إقامة في فنادق النجوم الخمسة أو حتى الأربعة في البداية، يرجع ذلك إلى نسبة الإشغال العالية والطبيعية خلال المونديال، لكن الغريب والذي تنتبه إليه بعد زيارتك لجلّ الفنادق الواقعة في المدينة هو قِدَم تلك الفنادق وقلة المميز منها. أبرز الفنادق في المدن البرازيلية المستضيفة للمونديال تقتصر الإقامة فيها على وفود المنتخبات المشاركة، ما يخرج تلك الفنادق من حسابات الجماهير، في المقابل تأتي الخيارات الأخرى المتوافرة أقل جودة. تعتقد فور سماعك عن استضافة أية دولة للمونديال أن حدثاً كهذا سيسهم، وبشكل لافت، في رفع مستوى الخدمات المقدّمة في البلاد، وأن الفنادق الفاخرة ستحتل المدن كافة، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث، إذ كان من الصعب العثور على فنادق جديدة، سواء أكان في ساوباولو أم في ريو دي جانيرو، تلك لا تبدو مشكلة في الأولى والمليئة عن آخرها بالفنادق على رغم تفاوت مستوياتها، لكنها مشكلة لافتة في الثانية التي تركّز عليها الطلب الجماهيري، كونها خياراً سياحياً لافتاً، إضافة إلى المباريات المهمة التي احتضنتها. سؤال وجّهه برازيلي لنا في أول أيامنا في البرازيل، احتجنا فترة طويلة قبل إدراك مغزاه، إذ قال: «يفترض على دولة تستعد لاستضافة المونديال أن تتشبع بالفنادق الجديدة هل ترى ذلك هنا؟»، بعد نهاية الرحلة تبيّن لنا أن الفنادق الجديدة، إما قليلة جداً ومخصصة بأكملها للوفود وإما غير موجودة أصلاً.