أوضح وزير الخارجية الليبي محمد عبدالعزيز لمجلس الأمن أمس أن حكومته لا تطلب تدخلاً عسكرياً دولياً وانما تريد المعونة في انشاء المؤسسات وتريد من مجلس الأمن إنشاء بعثة تساعد في استقرار ليبيا عبر تدريب وبناء القوات المسلحة الوطنية لحماية المنشآت النفطية والموانيء. وحذر عبدالعزيز من أن فشل مجلس الأمن في تلبية ما تحتاجه الحكومة الليبية الآن سيؤدي إلى تحول ليبيا إلى دولة فاشلة، مشيراً إلى تعاظم قوى التطرف وتدهور الوضع الأمني. وقال: «ألا تعتقدون أن هذه العناصر المؤشرة على التوجه نحو دولة فاشلة تبرر لكم الانخراط القوي والفاعل والاستراتيجي في الشؤون الليبية الداخلية». وناشد الوزير الليبي أعضاء مجلس الأمن العمل على إنشاء بعثة استقرار وبناء المؤسسات مع التركيز على قوى الشرطة والجيش والقانون، وكذلك نزع سلاح المجموعات المسلحة. وقال: «إننا لا نطلب تدخلاً عسكرياً ولكن ليبيا في حاجة إلى فرق خبراء لتدريب الليبيين» على «حماية المواقع الاستراتيجية». وأقر بأن حكومته لا تملك سوى قدرات محدودة، مناشداً مجلس الأمن ألا يهجر ليبيا ويتركها تتحول إلى دولة فاشلة وخطرة. وجاء كلام الوزير في وقت تعرّض مطار طرابلس الدولي لقصف عنيف أمس. وقال شهود إن قذائف عدة سقطت على مبنى المطار مع احتدام الاشتباكات بين فصائل مسلحة للسيطرة عليه، وذلك لليوم الخامس على التوالي. وشاهد مراسل ل«رويترز» فتحات في سقف المبنى ونوافذ محطمة فيه. يأتي ذلك في وقت أُغلق المجال الجوي في غرب ليبيا مجدداً مساء أول من أمس، بسبب اضراب للمراقبين الجويين تنديداً بالهجوم الذي تعرض له مطار طرابلس الدولي. وصرح الناطق باسم وزارة النقل طارق العروة بأنه «تم اغلاق مطاري مصراتة ومعيتيقة مجدداً اعتباراً من هذا المساء (الأربعاء) بسبب اضراب للمراقبين الجويين الذين ينددون بالهجوم على مطار طرابلس». وكانت السلطات الليبية أعلنت في بيان مساء الثلثاء الماضي استئناف الرحلات في مطار مصراتة (200 كلم غرب طرابلس) وفتح مطار معيتيقة الذي يبعد حوالى 15 كلم شرق العاصمة الليبية، لتعويض إغلاق مطار طرابلس منذ الأحد. وأمّنت الشركات الوطنية رحلات «تشارتر» انطلاقاً من هذين المطارين للسماح بعودة آلاف المسافرين المحتجزين في مطارات عدة من العالم. لكن مصدراً ملاحياً أوضح أنه تم مساء الاربعاء تحويل طائرتين آتيتين من دوسلدورف (المانيا) ومن القاهرة إلى مطار جربا في جنوبتونس المجاورة بسبب اضراب المراقبين الجويين. وشهد مطار طرابلس الدولي أول من أمس، اطلاق صواريخ وقذائف هاون لليوم الرابع على التوالي، في اطار مواجهات بين ميليشيات اسلامية وكتائب مناهضة للاسلاميين تسيطر على المطار منذ عام 2011. وأوضح الناطق باسم وزارة النقل أنه لم يتم تحديد أي موعد لإعادة فتح مطار طرابلس بسبب استمرار اعمال العنف. من جهة أخرى، أفاد مسؤولون في الشركة الليبية الأفريقية للطيران بأن 20 طائرة تضررت جراء قصف مطار طرابلس الدولي الرئيسي في ليبيا. وأضافوا أن 13 طائرة تابعة للشركة تضررت، اضافةً إلى 7 طائرات تابعة لشركة طيران ليبية منافسة. وقال المدير العام للشركة الليبية الأفريقية للطيران عبدالحكيم الفارس إن الأضرار بعضها خطير وبعضها سطحي لكن تحديد مدى فداحة الضرر يحتاج الى بعض الوقت. ولم يعطِ بيانات تبيّن حجم التكلفة التقديرية لإصلاح أو استبدال الطائرات.