كل ما يحدث في النادي الأهلي السعودي من تنظيمات وتخطيط ودراسات ومشاريع رياضية كبرى بدأها منذ سنوات، إنما هي محصلة فكر يسبق الآخرين، يصب في ملف الخصخصة التي يتحدث عنها الوسط الرياضي، وهي التي ما زالت حديثاً تلوكه الألسن، وملفاً يخضع للدرس في «رعاية الشباب». وكعادته أخذ النادي الأهلي المبادرة، وأعلن خطوة استباقية، أعلنها (كما أشار البيان) بعد اجتماع المجلس التنفيذي لهيئة أعضاء الشرف، وتمحورت حول فكرة تأسيس شركة رياضية لإدارة فريق كرة القدم الأول. ولا شك في أن وجود رجل خبير ومحب للرياضة على هرم أحد الأندية الرياضية الكبيرة (النادي الأهلي)، ويترأس هيئته الشرفية، يعطي قراءات مستقبلية، بأن ما يتم التخطيط له وتحويله إلى درس، فهو في طريقه للتنفيذ. ولعلّ أكاديمية النادي الأهلي، ومركز الأمير عبدالله الفيصل لقطاعي الناشئين والشباب، ومشاريع أخرى تم الإعلان عنها، وسيبدأ في تنفيذها، كل ذلك يؤكد أن الأمير خالد بن عبدالله يسير بالنادي الأهلي إلى العالمية. تلك الرؤى والأفكار تميز بها النادي منذ وقت باكر، فأنشأ أكاديمية لكرة القدم هي الأولى في المملكة، وشيد مركزاً للشباب والناشئين، واعتبر الأول أيضاً على مستوى المملكة، وكل ذلك من أجل كرة القدم السعودية، وإن انطلقت من النادي الأهلي. ومع ازدياد مصاريف كرة القدم، وارتفاع عقود اللاعبين، وقلة موارد الأندية، ومنها النادي الأهلي، وأيضاً مع قرب انتهاء عقد الراعي الرسمي للأندية، وهو شركة الاتصالات السعودية، جاءت فكرة تأسيس شركة رياضية لإدارة فريق كرة القدم الأول. إنها نظرة خبير رياضي، تحمل الكثير وما زال يقدم الكثير لناديه، وقد شعر بأن دور الشركات الراعية وإن استمر لسنوات سيأتي وقت ويتوقف، وعندها لا بد للأندية من أن تدير نفسها، حتى لا تقف حائرة عند ابتعاد الرعاة وعدم رغبتهم في تجديد عقود الرعاية. إن النادي الأهلي، وهو يبدأ أولى الخطوات العملية في طريق التخصيص، إنما شعر مسيروه بأن من واجب ناديهم عليهم أن يفتحوا ملف العمل الاستثماري، ولا سيما أن خطوة تحول الأندية إلى نظام الخصخصة ستأتي إما عاجلاً أو آجلاً. وليس معنى ذلك أن النادي الأهلي يعمل منفرداً من دون الرجوع إلى الجهة الرسمية، خصوصاً وأن الدولة هي المالكة للأندية، وهنا على أصحاب هذا الرأي أن يحتفظوا به لأنفسهم، كونهم يتحدثون عن النادي الأهلي، الذي يعتبر من أوائل الأندية السعودية تطبيقاً للأنظمة، وأكثرها معرفة واطلاعاً على ذلك. وهنا تجب الإشارة إلى تجارب أندية أخرى في دول مجلس التعاون كالأهلي والجزيرة الإماراتيين، وكذلك النادي الأهلي المصري، وهي تجارب ناجحة حققت لفرق كرة القدم في هذه الأندية اكتفاءً مالياً، ناهيك عن تجارب أخرى في أندية الشرق الآسيوي، وأندية أوروبا، ومع إشادتي وسعادتي بهذه الخطوة التي أقدم عليها النادي الأهلي، فإنني أتمنى أن ينظم النادي مؤتمراً صحافياً يشارك فيه صاحب الفكرة الزميل المحامي فهد بارباع، ومكاتب الدراسة التي شاركت في صياغة هذا المشروع، لإطلاع الرأي العام على التفاصيل كافة. aalshaikhi@ yahoo.com