كنت أتمنى لو أن ما فعله جمهور النادي الأهلي في الدقيقة 81 من مباراة فريقهم أمام نجران، واختيارهم لهذه الدقيقة من عمر المباراة، وهي التي ترمز إلى اليوم الوطني «الواحد والثمانين» للمملكة. لو أنها كانت فكرة لدى الاتحاد السعودي لكرة القدم، ليتم تعميمها على ملاعب المملكة المختلفة، مع التوجيه بإيقاف المباريات عند هذه الدقيقة، وإطفاء الإنارة في الملاعب. وعندها يتحوّل المكان إلى عرس وطني تتكون فيه التشكيلات ذات اللون الأخضر المعبرة عن هذه المناسبة الغالية، لكن ذلك لم يحدث من اتحاد الكرة، وكل ما حدث كان عبارة عن اجتهادات من الأندية تشكر عليها. ليبقى التميز للنادي الأهلي الذي عرف بأفكاره الخلاقة، وأعماله النموذجية التي كان واحداً منها إشادة وفد الاتحاد الآسيوي بمنظومة العمل التي وجدها في النادي الأهلي، التي فاقت كل توقعاتهم. ذلك ما جعل الرئيس التنفيذي لهيئة دوري المحترفين محمد النويصر يقدم تهنئته لإدارة النادي الأهلي على الانطباع المميز، الذي خرج به الوفد الآسيوي خلال زيارته لمقر النادي. وقال : «يسعدني أن أجد نادياً سعودياً ينال هذا الثناء، وهذا ليس بغريب على النادي الأهلي الذي أعرف أن لديه أرضية صلبة للخصخصة في المستقبل، من خلال العمل المنظم». ويشير النويصر: «وحتى الشركات التي يتعامل معها النادي الأهلي هي شركات مميزة، نتعامل معها نحن في دوري المحترفين، وأن هناك تفكيراً جدياً بعرض تجربة النادي الأهلي على الأندية السعودية لتقديم نفسها بهذه الصورة الحضارية الجميلة». إذاً، ذلك يعكس العمل الذي يتفرد به النادي الأهلي عن غيره من الأندية المحلية، فالإشادة التي وصلت إليه لم تكن إشادة محلية قد يصفها البعض بالمجاملة، ولكنها جاءت من وفد خارجي، جاء ليرصد واقع الأندية المشاركة في دوري أبطال آسيا، وإيفائها بالمتطلبات المقررة. إن ما نراه اليوم في النادي الأهلي من صروح رياضية حديثة، بدأت بإنشاء أول أكاديمية سعودية، ثم إنشاء مركز الأمير عبدالله الفيصل لقطاعي الناشئين والشباب لهو عمل فريد ورؤية للمستقبل. تلك الرؤية التي رسمها الأمير خالد بن عبدالله، الرجل الذي يصمم للنادي الأهلي موقعه بين الأندية العالمية باحترافية عالية، فكان ذلك مثار إعجاب العديد من الشخصيات الرياضية العالمية التي زارت أكاديمية النادي الأهلي. ولا شك في أن الصورة اكتمل جمالها في هذا الموسم، ففريق كرة القدم الأول يتصدر فرق دوري زين بتسع نقاط من ثلاث مباريات، وسبعة أهداف، وشباك خالية، وصدارة مماثلة لفريقي الشباب والأولمبي، وبطولة خليجية في تنس الطاولة. كل ذلك الحضور الجميل لفرق النادي الأهلي هو حكاية شهر واحد أو أقل، أما الجمهور فهو حكاية أخرى، وقصة عشق ليس لها مثيل، وأصر هذا الجمهور على أن يكون في الصدارة، ويتناول الجميع أخباره. تحويلة - الكل يحلم بتغيير العالم، لكن لا أحد يفكر في تغيير نفسه!. ليو تولستوي. [email protected]