بين سائقين غير مرخصين، وسائقين مرخصين يعانون «شقاقاً» في ما بينهم يقع المسافر الباحث عن سبيل إلى الخروج من المطار إلى حيث يتجه. صراعات وتحزبات بين سائقين غير مرخّص لهم بالعمل، وفي الجهة الأخرى سائقو سيارات الأجرة من حملة التراخيص، يدفعون ضريبة تراخيصهم بالوقوف في طابور طويل.. طويل، ويحاولون تحميل المسافر عبء انتظارهم برفع أسعارهم، وعدم الالتزام بالتسعيرة. وصلت رحلة عبدالعزيز التميمي القادمة من القاهرة، بعد ثلاث ساعات من الإقلاع من مطار القاهرة الدولي، كان عائداً لأرض الوطن بعد إنهاء دراسته الجامعية، يقول: «خرجت بأمتعتي من باب المطار، وأنا محمل بتوصيات زملائي الطلاب وعما سمعته عند باب المطار، عن بعض سائقي المركبات النظاميين وغير النظامين، وضرورة اختيار المناسب». تجاوز التميمي مجموعة من «الكدادة» الذين استقبلوه مبكراً قبل خروجه من مبنى المطار، مفضلاً التوجه إلى السائقين النظاميين لثقته بهم، «لكن ما جعلني أصرف النظر عنهم تلك الطوابير الطويلة من السيارات، إضافة إلى المغالاة في الأسعار.. كانوا يطلبون أسعاراً خيالية». ويضيف: «إذا بدأت في مناقشة أحدهم بالأجرة، ذهب ولم يلتفت إليك، وهو ما جعلني أعود أدراجي إلى أحد الكدادة للذهاب معه وبأي تسعيرة يريدها»، مطالباً بضرورة تنظيم عملهم ومنح شركات خاصة، للقيام بذلك وفق ما هو معمول به في الخارج. التميمي ليس حالة استثنائية، بل يمثل حالة أصلية، إذ أبدى عدد من المسافرين القادمين إلى مطار الملك خالد الدولي انزعاجهم، خلال جولة «الحياة» على رصيف المطار وبالقرب من بواباته، من سوء التنظيم عند أبواب المطار من بعض السائقين غير النظامين، الذين يتسابقون لمضايقة المسافرين بطلب الصعود معهم. وأشار عدد منهم إلى ضرورة وضع تسعيرة معينة، ومتابعة السائقين بصفة عامة، مشيرين إلى أن غالبيتهم يفضلون حجز أكبر قدر من المسافرين رغبة منهم بزيادة الغلة. يحكي المسافر عادل قاضي قصته، فيقول: «لدى وصولي إلى مطار الملك خالد الدولي، فوجئت بالمشهد، فما أعلمه وأسمعه عن العاصمة السعودية بأنها متطورة ومنظمة، لكنني صدمت بالمشهد على رصيف المطار، بداية بعدم الترتيب وضعف التنظيم وانتشار السائقين على بوابات الخروج بطريقة فوضوية، إضافة إلى الاستغلال المادي، وتفاوت التسعيرة بينهم، وما زاد الطين بلة ذلك الوقت المهدر في انتظار تحرك المركبة التي اتفقت مع صاحبها للوصول إلى مبتغاك». واستغرق وصول ماجد الأعجم إلى منزله قرابة الساعتين، «بعد وصول طائرتي لأرض مطار الملك خالد الدولي، ضاع وقتي بسبب رغبة سائق التاكسي بتحميل أكبر عدد من المسافرين معه». ويضيف: «كنا ثلاثة أشخاص، ولك أن تتخيل المشوار الطويل الذي يستغرقه الوصول إلى منزلك بعد توصيل الراكبين الآخرين، كل إلى المكان الذي يريد». لكن الأمر بالنسبة إلى سامر بن يوسف «ليس غريباً»، فمطار الملك خالد الدولي لم يتطور منذ سنوات، ولم يتغير منظر المركبات الطويلة الواقفة عند الأبواب، على حد قوله. ويتابع: «العشوائية ذاتها، والشجار بين السائقين هو ذاته لم يتغير، ومسلسل البحث عن توصيلة مشحون بالمتاعب، والاستسلام لشروط أحدهم هي النتيجة، فالمسافر هو الضحية دائماً.