أعلن محافظ النجف عدنان الزرفي المباشرة بإنشاء طريق الحج البري الذي يربط المحافظة بالمملكة العربية السعودية. وأكد أن «الحدود لم تشهد خروقات أمنية أو عمليات تسلل». وعزا الزرفي في تصريحات إلى «الحياة» تأجيل افتتاح مشروع النجف عاصمة الثقافة الإسلامية إلى «تزامن وتداخل المشروع مع موعد انعقاد القمة العربية في بغداد نهاية الشهر المقبل، وعدم تأهيل بعض المدارس الحوزوية الدينية التي أزالها النظام السابق». وأوضح أن «بعض الأحياء القديمة أزيل بالكامل لذلك واجهنا مشكلة كبيرة في إعادة المدارس المزالة». وعن انتقاد المرجعية الدينية للمشروع وامتعاضها من إهمال المدينة القديمة التي تحتوي مكاتب المراجع والمدارس الدينية ، قال الزرفي إن «السبب يعود إلى أن المدينة القديمة تحت التخطيط العمراني الحديث ولا يمكنني أن أعيد تأهيل أي جزء منها إلا بعد اكتمال هذا التخطيط ولو أردت تأهيل أي بناية يجب أن ارسل طلباً إلى رئيس الوزراء نوري المالكي وهو بدوره يفاتح القضاء ويحصل على أمر وبعد ذلك يمككنا المباشرة وهذه إجراءات معقدة وتأخذ وقتاً كبيراً». وعن اتهامات تسوقها جهات سياسية ومرجعيات دينية أن «المشروع شابه فساد كبير ولم يتم إكمال الفندق الذي رصد له 37 بليون دينار (نحو 28 مليون دولار)، وقصر الثقافة الذي رصد له 92 بليون دينار( نحو 86 مليون دولار)، قال المحافظ إن الاتهامات «تصدر من جهات سياسية لديها أجندات مغرضة، لأن أصول صرف الأموال يراقبها ديوان الرقابة المالية، وكل الشركات التي تعاقدنا معها معروفة». وكان نواب من كتلة «المواطن» التي تمثل «المجلس الإسلامي الأعلى» في البرلمان اتهموا القائمين على المشروع ب»الفساد والتعاقد مع شركات تركية وهمية»، كما انسحبت «المواطن» من لجان النجف عاصمة الثقافة الإسلامية، وهددت بكشف ملفات الفساد المالي والإداري التي قدرت بملايين الدولارات. وعلق الزرفي على ذلك بأن «قصر الثقافة والفنادق ستفتتح في نيسان (أبريل) المقبل وسنكمل كل الاستعدادات في هذا الشهر». وكان وزراء الثقافة في الدول الإسلامية اختاروا في آب (أغسطس) 2009 النجف عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2012، وكان يفترض أن ينطلق الاحتفال منتصف آذار (مارس) المقبل إلا انه اجل إلى أيار (مايو) ، وتضاربت التصريحات في سبب تأجيله بين اكتشاف حالات فساد كبيرة وتأخر إكمال الاستعدادات وإنجار المشاريع الخاصة بالاحتفال. وتم تخصيص نحو 500 مليون دولار لإنشاء مشاريع عمرانية وثقافية في محافظة النجف حتى تكون قادرة على احتضان هذا الاحتفال. وفي الجانب الأمني، أكد الزرفي أن «قوات وزارة الداخلية هي من يمسك الملف الأمني ووجود الجيش ليس إلا بروتوكولياً»، مشيراً إلى أن «حدود النجف مع المملكة العربية السعودية لم تشهد خروق ولا عمليات تسلل لمسلحين (...) وكانت هناك بعض عمليات التهريب المحدودة فقط». وأعلن أن «الحكومة المحلية، بالتعاون مع وزارة الإعمار والإسكان، ستباشر هذا العام إنشاء طريق بري للحج بطول 200 كلم يربط النجف بحدود السعودية». ونفى وجود تهريب للعملة الصعبة من مصارف المحافظة إلى إيران وسورية وأكد أن «هذا الأمر لم يحصل ولن نسمح به كما أن كل فروع المصارف الأهلية والحكومية تخضع لرقابة البنك المركزي وقوانينه في عملية تحويل الأموال». وعن تزوير العملة قال إن «جرائم التزوير موجودة في العالم اجمع، وألقينا القبض خلال الفترة الماضية على 20 مجرماً يعملون في تزوير العملة لكن ليس لهم أي ارتباطات خارجية»، معتبراً أن «هناك بعض وسائل الإعلام وأطرافاً سياسية تريد تضخيم مواضيع تندرج ضمن الجرائم العادية». وكانت وسائل إعلام عراقية تحدثت عن دخول ملايين الدنانير من العملات العراقية المزورة من فئة العشرة آلاف من إيران جرى استبدالها بعملة صعبة سحبت في السوق العراقية.