وصف أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل مشروع معالجة وتطوير المناطق العشوائية، بأنه «تغيير لوضع لا إنساني لوضع إنساني يرضاه المسلم لأخيه المسلم»، يشمل تصحيح المقيمين القاطنين في المناطق الذين رضيت الدولة بإقامتهم، بطريقة نظامية، إضافة إلى تقديم الخدمات التعليمية، والطبية، وفرص العمل والتدريب لهم لتحويلهم إلى أفراد عاملين منتجين. وأكد أمير منطقة مكة لدى رعايته أمس توقيع كرسي الأمير خالد الفيصل لتطوير المناطق العشوائية في جامعة أم القرى وتموله مجموعة ابن لادن، أن مشروع معالجة وتطوير المناطق العشوائية «لا يتعلق بالمباني والإعمار فقط، وهو ليس سكنياً أو عمرانياً، بل إنساني، فهذه المناطق يسكنها بشر، ولسبب من الأسباب نشأت، ولا نستطيع أن نحمل شخصاً أو جهة مسؤولية نشوئها». وقال: «المشروع يستهدف بناء الإنسان، وليس هدم المباني ثم ينتهي الأمر، فهذه المناطق توجد بها مشكلة إنسانية، إسلامية، اقتصادية، اجتماعية، ثقافية، طبية، ونفسية»، وأضاف: «لدينا نحو مليون شخص غير سعودي يسكنون المناطق العشوائية، ولا يتمتعون بما هو موجود في الأحياء الأخرى، ويحتاجون الخدمات الأساسية والضرورية التي تصون كرامتهم الإنسانية»، مشدداً على أنه «آن الأوان لإيجاد حل لمشكلة المناطق العشوائية، فنحن نملك عناصر النجاح، ولدينا قيادة مهتمة بإسعاد الإنسان مواطناً ومقيماً». واستعرض الفيصل مراحل تنفيذ مشروع معالجة وتطوير المناطق العشوائية، بالقول: «كان هذا المشروع أول مشروع أرفعه إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدى تشرفي بخدمة المنطقة بتعييني أميراً لها، ووجدت من ولي الأمر كل الاهتمام للبدء فوراً فيه، ومن اهتمامه شكل لجنة برئاسة ولي العهد تضم حالياً ستة وزراء وأمير المنطقة، وهذا الاهتمام كان له دور في انتقال المشروع من فكرة إلى حيز التنفيذ». وأضاف: «بدأ المشروع فعلياً منذ عامين في مكةوجدة والطائف، وهناك من يقول أين هو؟. والواضح أن من يسألون هم من يستعجلون الهدم»، مشيراً إلى أن المشروع كان بحاجة إلى تهيئة الأمور قبل البدء، إذ بدأنا بمسح ميداني حيال تصحيح أوضاع الساكنين، وواجهنا مشكلة صكوك الملكية، فهناك منازل مبنية على أراضٍ حكومية وهناك منازل من دون صكوك. وأوضح أمير منطقة مكة أن «مشكلة الأحياء العشوائية ليست خاصة بهذه البلاد، فهي عالمية، وفي كثير من المدن الراقية والكبرى والأكثر تحضراً»، مشيراً إلى أنها « أي مشكلة العشوائيات» تحظى باهتمام دولي من الأممالمتحدة التي تتابع هذه المشكلة في جميع أنحاء العالم، وتتابع حالياً مشروعنا في المملكة. ودعا الفيصل رجال الأعمال والموسرين في منطقة مكة خصوصاً والمملكة عامة، إلى المساهمة ودعم مشروع معالجة وتطوير العشوائيات، وأن يضعوا يدهم بيد الدولة لتحقيق التنمية في المنطقة، مطالباً في السياق ذاته، الجامعات الخروج من أسوارها نحو المجتمع وخدمته، ومؤكداً أن خطوة جامعة أم القرى ومجموعة ابن لادن بإنشاء كرسي العشوائيات يتسق مع مشروع (شركاء التنمية) الذي أعلنه أخيراً، وقال: «لن ننجح إلا بتضافر جميع الجهود من الجهات الحكومية والمؤسسات والأفراد». وشهد مقر جامعة أم القرى أمس، بحضور وكيل الإمارة الدكتور عبدالعزيز الخضيري ونخبة من الأكاديميين ووجهاء مكة، حفلة توقيع عقد كرسي خالد الفيصل لتطوير المناطق العشوائية بين مدير الجامعة الدكتور بكري عساس وممثل مجموعة ابن لادن.