كشف مصدر فلسطيني رفيع ل «الحياة» أن اجتماعات مكثفة أُجريت في منزل الرئيس محمود عباس (أبو مازن) في عمان أفضت إلى «إعلان الدوحة» الذي وقعه كل من الرئيس الفلسطيني ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل برعاية قطرية في السادس من الشهر الجاري، والذي بموجبه تم التوافق على أن يتولى «أبو مازن» رئاسة الحكومة خلال الفترة الانتقالية. وأشار المصدر إلى أن شخصية فلسطينية مرموقة ومستقلة كانت شغلت مواقع بارزة في منظمة التحرير ولا تزال تحمل عضوية المجلس الوطني الفلسطيني، هي التي تقف وراء إنجاز الدوحة. وأوضح أن هذه الشخصية سعت الى لمّ شمل قيادتيْ الحركتيْن، ووظَّفت علاقاتها المتميزة مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني من أجل إنجاز هذا الاتفاق. وكشف أن إنجاز الاتفاق سبقته اجتماعات شبه أسبوعية مع «أبو مازن»، وبعدما نضجت الفكرة عُرضت على مشعل عبر اتصالات عدة أُجريت معه، ما أسفر عن اقتناع الرجلين (مشعل وعباس) بجدوى هذه الخطوة وأهمية إنجازها، وفي الوقت نفسه لاقت ترحيباً لدى أمير قطر شخصياً. وعما إذا كانت خطوة إنجاز «إعلان الدوحة» قد تتسبب في استياء مصري باعتبار ان الاتفاق قفز على دور مصر على رغم انها الدولة الراعية لاتفاق المصالحة وقامت بمساع وجهود حثيثة طيلة ثلاث سنوات ونصف السنة، أكد المصدر أن الأطراف الفلسطينية تحرص في كل خطواتها على ألا يُمس الدور المصري، مشدداً على خصوصية مصر ومركزيتها بالنسبة الى القضية الفلسطينية. ولفت إلى أن «إعلان الدوحة» على أهميته هو «إجرائي»، موضحاً انه «نتاج اتفاق المصالحة الذي أُنجز في القاهرة ... ولا يتناقض معه بل يعززه». وأكد أن «إعلان الدوحة قطعاً يصب في صالح المصالحة، وبالتالي لا يتعارض مع اتفاق القاهرة ولا يمس مركزية الدور المصري». ووصف الدور القطري بأنه «مساعد وإيجابي بل أصبح محورياً ومهماً في المرحلة الراهنة». واعتبر أن إنجاز الدوحة هو تتويج لمسيرة عباس ومشعل اللذين يسعيان الى ترك السلطة، مشيراً إلى «أبو مازن» الذي أكد له بشكل قطعي أنه لن يخوض انتخابات الرئاسة، مدللاً على ذلك بقبوله رئاسة الحكومة التي ستشرف على الانتخابات، وبالتالي لن يخوض الانتخابات. ولفت إلى أن الحكومة لن تشكل إلا بعد تحديد موعد الانتخابات، معرباً عن شكوكه في إمكان إجراء الانتخابات لأن إسرائيل لن تسمح بإجرائها في مدينة القدس، ومن ثم فهذا يعني أن الانتخابات لن تُجرَى. وأشار إلى أن مشعل أبلغه بأنه ليست لديه نية في الترشح لرئاسة المكتب السياسي إلا في حال ضغط عليه مجلس الشورى للحركة. وقال: «الرجلان يقرآن التغيرات التي تجري في المنطقة جيداً، ومن ثم فهما يدركان تماماً أن رياح التغيير التي تهب لا بد أن تمر في الواقع الفلسطيني»، معرباً عن تفاؤله بأنه سيتم تجاوز أي إشكالات قد تعترض تنفيذ إعلان الدوحة، وداعياً جميع القوى الوطنية الفلسطينية التي تضع نصب عينيها إنهاء الانقسام هدفاً، إلى مناصرة الاتفاق.