ثلاثة غرباء يجلسون على مقاعد متجاورة في الملعب ذاته في البرازيل، وبينما تتشابه زوايا رؤيتهم للملعب إلا أن المبالغ التي دفعوها مهراً لكل مقعد تختلف تماماً! إن حصولك على تذكرة إحدى مباريات المونديال مرهون بعوامل سوقية مختلفة، فالطريقة الرسمية لحجز مقعدك عبر موقع «فيفا» تمنحك فرصة الحصول على تذكرة الدرجة الأولى لقاء 175 دولاراً، فيما تحصل على تذكرة في الدرجة الثانية لقاء 135 دولاراً، بينما تبلغ كلفة أقل الدرجات 110 دولارات. معظم الجماهير التي تزور المونديال لم تجد فرصة للحصول على التذكرة عبر الطرق الرسمية، ولاسيما أن جلها نفد بعد الساعات الأولى من طرحها، لذلك تلجأ معظم الجماهير الموجودة في البرازيل إلى شراء التذاكر عبر السوق السوداء وفق رغبتها، وبناء على المدن التي توجد فيها. لعبة خطف تذكرة بالسعر المناسب هي عملية تحتاج كماً وافراً من الصبر والذكاء والبحث، فالتذكرة التي تبلغ قيمتها قبل 10 أيام من موعد المباراة 1000 دولار، تصبح قيمتها لحظة بداية المباراة، وتحديداً في ساحة الملعب، 200 دولار أو أقل! لكن الجماهير الراغبة في حضور مباراة معينة تحتاج إلى تحديد وجهتها والحصول على التذكرة قبل فترة طويلة من بداية المباراة، ما يضمن لتجار السوق السوداء وفرة الزبائن أياً كانت الأسعار المطروحة. وكذلك فإن أسعار تذاكر مباريات معينة تفوق أسعار غيرها، والأمر بالتأكيد انطبق أولاً على مباراة الافتتاح التي بلغت قيمة تذكرتها 4000 دولار، مباريات الأدوار المتقدمة ظلت قيمتها حتى قبل تحديد أطرافها تتأرجح بين ال800 وال110 دولارات، لكن السعر يزداد سريعاً بالتقدم نحو دور ال8 أو نصف النهائي. في المقابل حافظت تذاكر منتخبات آسيا وأفريقيا في معظمها على أسعار متدنية، وخصوصاً تلك التي يكون طرفها الثاني منتخباً لا يحظى بشعبية جارفة، في مقدم تلك المباريات يأتي لقاء كوريا الجنوبية والجزائر، الذي احتضنته مدينة بورتو إليغري، إذ عرضت بعض تذاكر اللقاء في السوق السوداء بقيمة لا تزيد على 200 دولار. إضافة إلى أطراف المباريات، تلعب مواقع إقامتها دوراً كبيراً في تحديد سعر تذكرتها، إذ ترتفع قيمة المباريات المقامة في ريو دي جانيرو على غيرها، تليها في ذلك المباريات المقامة في ساوباولو، فعلى سبيل المثال بلغت قيمة تذكرة مباراة الأرجنتين والبوسنة والهرسك 1800 دولار، فيما كلفت أفضل التذاكر في مباراة ألمانيا والبرتغال 1100 دولار على رغم قوة طرفي المباراة، هذا الفارق أسهمت فيه بشكل ملحوظ إقامة المباراة الثانية في السلفادور.