يقول الخبر المؤسف حقاً «جنّدت إدارة التربية والتعليم بمنطقة حائل 30 موظفاً وموظفة من منسوبيها للعمل ضمن اللجنة الإعلامية الخاصة بتغطية زيارة وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد للمنطقة يوم الاثنين المقبل. وبحسب خطاب موجه لمديري المدارس من مساعد مدير تعليم حائل للشؤون التعليمية ناصر الرشيد طلب تكليف الموظفين ال30 للعمل في إدارة الإعلام التربوي قبل ثمانية أيام من بدء زيارة الوزير وحتى نهايتها. وقال مصدر في تعليم حائل إن زيارة الوزير التفقدية لا تتطلب تفريغ مديري بعض المدارس والمعلمين لمدة 11 يوماً، مؤكداً أن عدداً من المفرغين لا علاقة لهم بالإعلام، وجاء تفريغهم مجاملة لهم (على حد قول المصدر). وأشار المصدر إلى أن غياب المعلمين سيربك المدارس وسيصعب تعويضها ما سيضر بتحصيل الطالب. مشيراً إلى أن إدارة التعليم لا تستطيع منح مكافآت مالية، ولذلك تلجأ إلى تفريغهم من عملهم الرسمي بدلاً من ذلك». صحيفة «الشرق» نقلت الخبر، ووضعته على صدر صفحتها الأولى، وحق لها ذلك مهنياً لدلالات الخبر الكثيرة، وحق لنا أن نتمنى على الوزير الشاب المثقف أن يتخذ إجراءً حياله، ان يوضح لهم في تعليم حائل، أن زيارته كوزير مسؤول في الدولة ستغطيها وكالة الأنباء السعودية حتماً، وسيحضرها مراسلو الصحف قطعاً، ولا تحتاج إلا لإعلامي تربوي واحد يأتي معه، يستقبله هناك للنشر في وسائل إعلام الوزارة أياً كانت. ولعل هذه الفرصة سانحة للحديث عن تفريغ موظفي الدولة في قطاعات كثيرة لأداء أعمال غير التي وضعوا على كوادرها، ويبرز التعليم دوماً لكثرة العدد من جهة، ولأن ذلك يحمل موازنة الوزارة أعباء مالية، فإذا كانت الوزارة بحاجة لإعلامي، أو لأي تخصص كان، تعينه على وظيفته الحقيقية، بغض النظر ان كان أجرها اقل أو أعلى من وظيفة المعلم. المسؤولون مع حفظ المقامات يقعون في حرج بالغ أحياناً من تصرفات موظفيهم، ويصبح بعضهم في زياراته الميدانية لأداء عمله مثل العريس الذي لا يرضى ببعض البذخ أو المبالغة من أهله في مناسبته، لكنه يشفق عليهم من كسر الفرحة في أنفسهم، وهكذا المسؤولون، بعضهم ليس في حاجة البهرجة، وأحسبه لا يحبها أيضاً، لكنه يجد نفسه بين خيارات ليست حلوة، ففيمن يحتفي به كبير السن والمقام، وهم في النهاية زملاؤه في قطاعه وأعضاء من فريقه، فماذا تراه فاعلاً؟ 30 موظفاً وموظفة لنصف شهر تقريباً موضوع سيتوقف عنده الوزير، إن لم يكن قد فعل بين يوم الأربعاء الماضي حين نشر الخبر، وبين اليوم وأنا أعلق، ولعل بقية الوزراء يحاولون نشر ثقافة عملية واقتصادية في مناسبات الميدان لإيصال رسالة لمنسوبي وزاراتهم أن الاحتفاء بنا يكون عن طريق الانجاز والإبداع لتحقيق رضا الله ثم ولي الأمر ومن ورائه الناس جميعاً في بلدنا الجميل. [email protected] @mohamdalyami