أسدل المدرب أنطونيو كونتي السدال على مشواره مع نادي يوفنتوس الإيطالي بشكل مفاجئ، منهياً سلسلة الإشاعات التي ترددت حول خلافات قائمة بينه وبين إدارة النادي، وبعد أقل من 24 ساعة على إعلان كونتي الاستقالة، أفصحت إدارة «السيدة العجوز» عن تعيين ماسيميليانو أليغري مدرباً جديداً خلفاً لكونتي المستقيل من منصبه. وكان أليغري تسلم تدريب ميلان موسم 2010-2011 ونجح في قيادته إلى إحراز اللقب المحلي في موسمه الأول، لكن خسارة الفريق لأبرز نجومه وعلى رأسهم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش وقلب الدفاع البرازيلي تياغو سيلفا، واعتزال أبرز نجومه المخضرمين أدخل الفريق في نفق مظلم، فتراجعت نتائجه بشكل كبير في الموسمين الماضيين. وجاء الإعلان المفاجئ لرحيل المدرب السابق من خلال شريط فيديو بثه كونتي وهو يرتدي قميص النادي على الموقع الرسمي ليوفنتوس على الإنترنت، في إشارة إلى ارتباطه الشخصي بالفريق، إذ قال: «قررت إنهاء عقدي مع يوفنتوس». وتابع: «نضجت مع الوقت ومشاعري قادتني إلى اتخاذ هذا القرار، وربما يكون من الصعب أكثر الاستمرار بالفوز مع يوفنتوس»، فيما اعتبروه المشجعون على مواقع التواصل الاجتماعي إشارة إلى مستقبل الفريق في ظل سياسة التخلي عن بعض النجوم التي أفصحت عنها المفاوضات الأخيرة، إذ يبدو أن إدارة «السيدة العجوز» في صدد التخلي عن أبرز لاعبيها، وعلى رأسهم لاعب الوسط التشيلي أرتورو فيدال لمصلحة مانشستر يونايتد الانكليزي، وربما الفرنسي بول بوغبا الذي يرغب تشلسي الإنكليزي وباريس سان جرمان الفرنسي في ضمه. ووجه كونتي (44 عاماً) الشكر إلى النادي الذي أعطاه كثيراً كلاعب وكمدرب ولمن دعمه في مسيرته، وقال: «كنت دائماً قريباً منكم، وأريد أن أقول إن رحلتي في الأعوام الأخيرة كانت تاريخية». وسرعان ما عبّر رئيس مجلس إدارة النادي أندريا أنييلي عن مشاعر متبادلة حين كتب على الموقع: «عزيزي أنطونيو، كنت قائداً عظيماً وهذا الخبر يحزنني كثيراً، 3 أعوام معاً قادتنا إلى كتابة التاريخ بثلاثة ألقاب متتالية وكأسين إيطاليتين»، وتابع: «شكراً أنطونيو على كل شيء». وكان كونتي ألمح في 11 آيار (مايو) الماضي إلى احتمال ترك فريق «السيدة العجوز» في نهاية الموسم، وفسرت كلماته في ذلك الوقت على أنها خطاب الرحيل أو في إطار الضغط على النادي بعد أن قاد يوفنتوس إلى 3 ألقاب متتالية، خصوصاً أنه كان يطالب بإدخال تعزيزات ضرورية لصفوف الفريق. الحديث عن الاستقالة المفاجئة لكونتي وضع الكثير من السيناريوهات المحتملة حول أسبابها، ومن بينها احتمال حلوله بديلاً للمدرب المستقيل أخيراً من قيادة منتخب إيطاليا تشيزاري برانديلي، بعد خروجه من الدور الأول في مونديال البرازيل، وكان كونتي قاد «السيدة العجوز» إلى لقب الدوري الإيطالي في المواسم الثلاثة الأخيرة، بعد أن تسلم تدريب النادي الشمالي عام 2011. وكانت الخيارات لخلافة كونتي منحصرة في روبرتو مانشيني وماسيميليانو أليغري بعد إقالة الأول من تدريب ميلان وترك الثاني لنادي غلطة سراي التركي، قبل أن تحسم إدارة النادي التوقيع مع أليغرى الذي كشفت تقارير صحافية أمس أن أحد المسؤولين في مجلس إدارة يوفنتوس اتصل به مرتين، لمعرفة رغبته في تدريب الفريق.