وضعت أربعة مشاريع صحية، المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، في دائرة «التحري والتحقيق» للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، التي استفسرت من «صحة الشرقية» عن أسباب تأخر هذه المشاريع، بعد أن اطلعت على تقارير صحافية» نُشر بعضها في «الحياة»، عن التأخير في إنشاء هذه المشاريع. والمشاريع هي: مستشفى الملك فهد التخصصي، ومركز للأورام السرطانية، ومستشفى طب العيون في الظهران، إضافة إلى مستشفى الخبر العام، ومستشفى النساء والولادة في المدينة ذاتها، و مستشفى الصحة النفسية في الدمام، وكذلك مراكز للرعاية الصحية الأولية، في عدد من محافظات المنطقة. وعلى رغم مرور سنوات على الإعلان عن اعتزام «صحة الشرقية إنشاء بعض هذه المشاريع، إلا أنها لم تر النور بعد. فيما أعلنت «صحة الشرقية» أخيراً، عن تخصيص موازنة جديدة لمشاريع صحيّة في المنطقة للعام الجاري، إذ من المقرر أن يتم تنفيذ 17 مشروعاً بكلفة إجمالية تبلغ 1.1 بليون ريال. وأبرز هذه المشاريع إنشاء مركزين لطب الأسنان التخصصي في الدمام وحفر الباطن، ومستشفى الأحساء (500 سرير)، ومستشفى الأمير سعود بن جلوي، وبرامج تطويرية لمستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، وتأثيث وتجهيز مستشفى الصحة النفسية في الدمام. وبدأت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، جمع معلومات عن المشاريع المُتعثر» إنشاؤها. فيما علمت «الحياة» أن السبب الرئيس لعدم إنشاء هذه المشاريع يعود إلى «عدم توافر الأراضي التي تُقام عليها». فيما بدأت «صحة الشرقية» تنسيقاً مع شركة «أرامكو السعودية»، للإفراج عن أراضٍ بمساحات كبيرة، لتقيم عليها بعض هذه المشاريع. وكشفت مصادر، ل«الحياة»، عن عقد اجتماع أخيراً، تمّ فيه التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، بأن تقوم الشركة بتخصيص جزء من محجوزاتها الواقعة غرب مخطط القاعدة الجوية في الظهران، والتي تبلغ مساحتها الإجمالية 14 مليون متر مربع، وتم الاتفاق على تخصيص أرض مساحتها 750 ألف متر مربع لصحة الشرقية، لإقامة مستشفى الملك فهد التخصصي عليها، و تم الرفع بذلك إلى الجهات المختصة، لأخذ الموافقة النهائية». وتعتزم «صحة الشرقية» استغلال هذه الأرض في إقامة مستشفى الملك فهد التخصصي، بدلاً من الحالي، إضافة إلى إنشاء مركز للأورام السرطانية، بطاقة استيعابية تصل إلى 800 سرير، وبكلفة إجمالية تبلغ 1.6 بليون ريال. وأوضح مدير «صحة الشرقية» الدكتور طارق السالم، في تصريح صحافي أدلى به قبل عامين، ل «الحياة»، أن «إنشاء مستشفيات الملك فهد التخصصي وطب العيون في الظهران، بدل الحالية يأتي ضمن عملية «الإحلال»، مشيراً إلى أن المباني القديمة «سينتقل الإشراف عليها إلى «صحة الشرقية»، وستتم إعادة إنشائها والاستفادة منها، عن طريق بناء أبراج طبية، ومقرّات إدارية». فيما خاطبت «صحة الشرقية»، الأمانة، لتخصيص أرض في أحد أحياء الدمام، إلا أن شُحَّ الأراضي، وقف عائقاً أمام تخصيص مساحات كبيرة، ما دعا مسؤولي الصحة إلى البحث عن بدائل أخرى. فيما عزا المسؤولون سبب إنشاء مستشفى طب العيون التخصصي في الظهران الجديد، بدل الحالي، إلى أنه أصبح «متهالكاً وقديماً، فضلاً عن وجود مشكلات فنية فيه، مثل: المصاعد، والتكييف». ويرجع تعثر إنشاء مستشفى الخبر العام، الذي بدأ العمل فيه منذ سنوات، وكان يفترض إنجازه قبل عامين، إلى «تغيير التصاميم الخاصة بالتنفيذ». وأوضح المدير العام ل «صحة الشرقية» الدكتور طارق السالم، في تصريح صحافي سابق، أن المستشفى «اُعتمد بسعة مئتي سرير، وتم تدعيمه فيما بعد ببرج مخصص لمستشفى الولادة والأطفال، بسعة مماثلة. وتطلّب الأمر إعادة التصاميم المعمارية والإنشائية، ليكون المشروعان متصلين بكل الخدمات، لترشيد الإنفاق وخفض الكلفة، وتم تسليم الموقع إلى المقاول، للبدء في الإنشاء بعد توقف البناء فيه لأكثر من عامين».