فشل اجتماع تحضيري للمؤتمر الوطني ضم قادة الكتل البرلمانية امس في التوصل إلى «هدنة» بين كتلتي «العراقية» ودولة القانون» في قضيتي نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك، وتم الاتفاق على عقد اجتماع جديد الأحد المقبل. وعقد قادة الكتل البرلمانية امس اجتماعاً في مبنى البرلمان بحضور رئيسه أسامة النجيفي ونائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي ونائب رئيس الوزراء روز نوري شاويس، حاول خلاله المجتمعون توحيد الموقف من اقتراحات الكتل الرئيسية الثلاث، «التحالف الوطني» و»العراقية» و»التحالف الكردستاني». وأكدت مصادر مطلعة ل «الحياة» أن المجتمعين لم يتفقوا على شيء باستثناء التوافق على عقد اجتماع جديد الأحد المقبل. وأضافت أن «العراقية» أصرت على البحث في قضيتي الهاشمي والمطلك خلال المؤتمر الوطني وتنفيذ اتفاقات أربيل المعلقة واتفق معها «التحالف الكردستاني» لكن «التحالف الوطني» رفض ذلك. وقال رئيس كتلة «العراقية» سلمان الجميلي خلال مؤتمر صحافي ان «اجتماع اليوم (أمس) للجنة التحضيرية شهد مناقشة أوراق الكتل السياسية الثلاث»، مضيفاً أن «في الأوراق مشتركات يتفق عليها الجميع». وتابع أن «القائمة العراقية والتحالف الكردستاني متفقان على ضرورة تنفيذ ما تبقى من اتفاقات أربيل بينما التحالف الوطني يقول إن معظم هذه الاتفاقات نفذت». وأكد الجميلي أن «العراقية ما زالت مصرة على أن تحل قضيتا نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك ، قبل عقد المؤتمر الوطني». وأشار إلى أن «الاجتماع التحضيري الرابع سيعقد الأحد المقبل». ونائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي مطلوب للمثول أمام القضاء بتهم إرهابية، فيما قرر رئيس الوزراء نوري المالكي قبل أسابيع إقالة نائبه لشؤون الخدمات صالح المطلك. وأفاد النائب عن «التحالف الوطني» إحسان العوادي «الحياة» بأن «مكونات التحالف تريد أن يكون المؤتمر أساساً لإدارة الدولة بعد الانسحاب الأميركي من البلاد الذي جرى نهاية العام الفائت وأن يركز جدول أعماله على التحديات المستقبلية». وأضاف أن «العراقية تريد البحث في ملفات أخرى بعضها يتعلق بالقضاء أو بالتوافقات التي نريد أن نتجاوزها وأن يكون الدستور المرجع الأساس لحل كل الخلافات». وقال النجيفي في بيان مقتضب إن «الاجتماع ناقش في شكل مستفيض ومفصل أوراق العمل المقدمة من قبل الكتل السياسية». وأضاف أن «المحادثات اتسمت بالصراحة والموضوعية» . وعلمت «الحياة» أن «النجيفي يحضر لعقد اجتماع للرئاسات الثلاث (الجمهورية والوزراء والبرلمان) يتناول قضيتي الهاشمي والمطلك مقابل عدم إدراج هذين الملفين على برنامج المؤتمر الوطني. إلى ذلك، قال المالكي إن التهديدات التي تواجه المنطقة من الداخل والخارج تتطلب المزيد من التعاون والتنسيق لنبذ النعرات الطائفية، ولفت إلى أن «العراق نجح في تجاوز هذه المرحلة». وقال المالكي خلال لقائه امس وفد منظمة «المؤتمر الإسلامي» برئاسة مهدي فتح الله إن «العراق مستعد للتعاون مع المنظمة لتوطيد الوحدة بين المسلمين وتعزيز أواصر المحبة والأخوة بينهم «. وأضاف أن « ظروف المنطقة وطبيعة التهديدات التي تواجهها من الداخل والخارج تتطلب المزيد من التعاون والتنسيق لنبذ النعرات الطائفية والعراق نجح في تجاوز هذه المرحلة وسادت الأخوة والمحبة مكوناته». وتابع البيان أن «الوفد سلم رئيس الوزراء رسالة من الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي توضح أن العراق قادر على لعب دور أساسي في هذا المجال، وأنه مؤهل لقيادة مبادرة موسعة لتعزيز الوحدة بين المسلمين، مؤكدين اعتزازهم بالتقدم الحاصل في العراق خلال الأعوام الأخيرة «. وأكد نائب رئيس البرلمان عارف طيفور لوفد من السفارة الأميركية امس أن «البرلمان يبذل جهوداً استثنائية لإنجاح المؤتمر الوطني». وقال إن «عودة نواب ووزراء القائمة العراقية إلى البرلمان والحكومة ساهمت كثيراً في تهدئة الأجواء وتطويق الأزمة السياسية».