في يوم ال «فالنتاين» أمس لم تغب الوردة الحمراء عن الشوارع، وإن كانت توارت عن الأنظار في المحال، وسط تنامي ظاهرة «المحتسبين» الذين اكتفوا بتحذير الباعة الجائلين من بيعها، بدعوى أن ما تدره مادياً يدخل في نطاق «المال الحرام». وفيما غابت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن مراقبة محال بيع الورود بحسب أقوال العاملين، في جولة قامت بها «الحياة» على عدد من محال بيع الورود والهدايا أمس، رفضت محال أخرى بيع الوردة «الحمراء»، مكتفية بألوان أخرى ترمز إلى «النقاء»، بعيداً عن دلالات الحب وما قد يثيره من مشكلات! وقال البائع فصهاي مهاري: «إن يوم الحب هذه السنة لم يشهد ما حدث في الأعوام الماضية». وأضاف: «كانت عمليات البيع سلسة، حضر الزبائن لشراء ما يريدون، ومضوا في طريقهم من دون اعتراضهم أو اعتراضنا من أية جهة». وذكر أن «يوم الحب» لم يؤثر سلباً أو إيجاباً في أسعار الورود بمختلف أنواعها. وأوضح أن إقبال الزبائن على شرائها بدأ منذ أن فتح باب محله عصر أمس. ولا يختلف حال محمد بن علي الذي يبيع الورود على الطرقات عن أصحاب المحال، باستثناء بعض حالات «الحسبة» من بعض المواطنين الذين رددوا على مسامعه أن «بيع الورود حرام». لكن الوافد ابن علي الذي يعمل بطريقة مخالفة لأنظمة الإقامة والعمل من خلال ترويج بضاعته في الشوارع وعند إشارات المرور، أمس كانت كبيرة، والسبب - كما قال: «لأنني بعت 50 وردة (سعر الوردة خمسة ريالات)، وسأعود إلى منزلي باكراً». واستغلت مريم بنت عبدالوهاب «يوم الحب» ليس من أجل إهداء الزوج، بل والدتها، موضحة أنها لم تفكر في الحلال والحرام، بل فكرت في التعبير عن حبها لوالدتها. وقالت: «اليوم الناس تحتفل بالورد الأحمر تعبيراً عن الحب، فلماذا لا أعبر لأمي بأقل شيء أستطيعه، ويشعرني بسعادة عظيمة، وكأني قدمت إليها الدنيا». ولا تجد هند رياض من أهالي جدة حرجاً في شراء وردة حمراء لخطيبها، على رغم تحذير صديقاتها لها لشقين ديني وآخر يرتبط بدلالات الوردة عند إهدائها للزوج. وقالت: «لكن قناعاتي هي التي تقودني، فأنا أرى أن الوردة الحمراء تقرّب بين القلوب»!