احتفل آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة أمس بعيد الحب أو «يوم فالنتاين» من دون احتفالات ومن خلال شراء الهدايا فقط، فيما طغى اللون الأحمر الذي يميز «يوم فالنتاين» على واجهات المحال التجارية، كما سيطرت زهرتا القرنفل والجوري الحمراوان على سوق الورود في القطاع. وعلى رغم أن الاقتصاد الغزي مدمر بسبب الحصار الاسرائيلي المحكم المفروض على القطاع منذ سنوات طويلة والسوق تشهد ركوداً كبيراً، فإن محال بيع الزهور والهدايا شهدت اقبالاً مختلفاً عن الأيام السابقة. وحرك «المحتفلون»، خصوصاً الشبان والفتيات من المراهقين والمخطوبين، المياه الراكدة في الحركة التجارية في معظم مدن القطاع، وفي مقدمه مدينة غزة. واختلس أزواج وعشاق وأصدقاء القبل والعناق في مكاتب أو أماكن مغلقة بعيداً من عيون رجال الأمن والمباحث الملتحين. وقال مالك محل «أزهار اللوتس» رامي المخللاتي ل «الحياة» إن مبيعاته من الزهور «تراجعت بنحو 30 في المئة عن يوم فالنتاين الماضي». وعزا هذا التراجع الى «الأحوال المعيشية الصعبة وتراجع القوة الشرائية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة». وانسحبت الشابة هناء بهدوء من المحل الواقع في حي الرمال الراقي غرب مدينة غزة بعدما فشلت في اقناع المخللاتي في خفض سعر زهرة جوري واحدة رغبت في اهدائها الى خطيبها الذي ارتبطت به منذ 20 يوماً. وقالت إنها لا تستطيع أن تدفع 15 شيكلاً ثمناً للزهرة الحمراء المخملية الجميلة المنتجة في دفيئات زراعية في بلدة بيت لاهيا. ويبلغ سعر زهرة جوري واحدة من انتاج القطاع في الأحوال العادية ثلاثة الى أربعة شواكل، فيما يبلغ سعر مثيلتها المصرية غير المخملية والأفتح حمرة والمهربة عبر الأنفاق، شيكلين في الأيام العادية، وعشرة شواكل في «يوم فالنتاين». كما يبلغ سعر زهرة الليليوم عشرة شواكل، ومثلها زهرة عصفور الجنة الرائعتين. وقال المخللاتي إن سعر باقة صغيرة مؤلفة من خمس زهرات من القرنفل يبلغ خمسة شواكل، فيما قد يبلغ سعر باقة اخرى 50 أو مئة شيكل أو حتى أكثر وفق أنواع وأعداد الزهور التي تضمها. وسمحت الحكومة المقالة التي تقودها حركة «حماس» في القطاع لأصحاب المحال التجارية المختصة بالهدايا عموماً وهدايا «يوم فالنتاين» بعرض السلع والهدايا في واجهات محالهم أو خارجها شرط عدم الاخلال بحركة المشاة على الأرصفة. لكن أجهزة الأمن منعت مالكي الفنادق والمطاعم والعاملين فيها من تنظيم أي احتفالات غنائية أو سهرات لمناسبة «يوم فالنتاين، وفق ما أفاد ل «الحياة» عدد منهم.