عندما أكمل عامه الخامس سيداً متوجاً على عرش الذهب، وجدتني محرجة جداً في ما أكتب عنك سيدي الهلال، أيها المستبد الرائع الذي تطاول مجده ممتطياً صهوة ال(53) بطولة وكأساً جديداً باسم رائع مختلف أبى إلا أن يكون له منه أول الحظ والنصيب، والأولويات عادة هلالية أصيلة على مر الأجيال.. المستبد في المجد كان قاسياً في الجانب الآخر، وهو يتكفل بوأد أحلام المتنافسين معه خمسة أعوام متتالية، فيبقى بلا ند أو منافس أو شريك في ملك كأس ولي العهد.. خمسة أهداف حققها في آخر بطولة كانت رسالة فُهمت متأخرة في مساء الزعامة والتفرد أن الزعيم يُبيّت النية لكأس خامسة، وقد كان. اليوم أعترف لكم، وأقول إنني احتجت عندما هممت بالكتابة عن مجد الهلال المتواصل أن أبحث كثيراً عن مفردات جديدة لم تسطرها أقلام العشاق الملايين الذين سكبوا مشاعرهم على أديم الورق حباً وهياماً وفخراً.. يحتاج الهلال قواميس في اللغة، مرة لأنه الهلال المتكئ في علياء السماء يشرف من علو على غيره، ويمنح أحبابه المجد ورفع الهامة. ومرة أنه يتكرم على خصومه بلحظات فرح وضياء عندما يمر به خسوف مؤقت، فيخرجون من بياتهم الشتوي والصيفي يتنفسون سقوطه ويضحكون شماتة، ولا يعنيه من أمرهم شيء لأنه يمضي صعوداً للأعلى، فيما هم إلى الأسفل يهوون.. وتلك مزية ليست إلا له. لست هلالاً يا هلال، أنت كوكب دري متوقد من حب وعشق وآن للكوكب أن يغيب.. قالوا ميزتك في أجانبك فرحل الجميع وتغيرت خارطة الفريق كلياً وبقيت وضّاءً تقاتل على كل البطولات فلم نشعر برحيل رادوي ولم نفتقد تياغو وما تحسرنا على يونغ.. مع كامل تقديري لمسمى البطولة، أنا أسميها كأس شباب الهلال ونجومه الواعدين، العابد والدوسري (سالم وعبدالعزيز) والبيشي والفرج وخيرات ورضوان، كنز الهلال وبطولته الحقيقية أجزم أن فرحة الهلاليين بتألقهم توازي الفرحة بتحقيق الكأس، وهذه روشتة البقاء في دنيا البطولات، وقاعدة الهلال الصلبة طالما كانت مرصعة بالنجوم وجاءتها الفرصة فلمعت ذهباً خالصاً وقادت الفريق للتتويج.. وطالما قلت إن أبناء النادي ممن نشأوا على حبه وتربوا في كنفه هم فقط من يتسابقون على البذل والعطاء والقتال لأجله دافعهم العشق الفطري الذي لم تعبث به أرقام العقود. أما الاحتفاء الإعلامي والجماهيري الهادىء بالبطولة فهو وضع طبيعي لمن اعتاد أن يكون بطلاً كل عام، والبهرجة عادة لمحدثي البطولات.. تهناك الكأس يا زعيم، فقد ظلت وفية تبادلك الحب رغم مرور عام على البعد، وكنت حبيباً مخلصاً أبيت إلا عناقها على رؤوس الأشهاد. [email protected] @qmonira