أكدت المملكة العربية السعودية أنها وسعت نطاق المشاركة الشعبية والسياسية للمرأة، وشددت خلال الاجتماع الوزاري الثالث لبلدان «حركة عدم الانحياز» المعني بالنهوض بالمرأة الذي افتتحه أمس وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية الدكتور خالد بن محمد العطية على «أهمية النهوض بالمرأة وتمكينها»، ودعت الى دعم المرأة الفلسطينية. وفيما أثارت مشاركات ومشاركون في الاجتماع الذي تحضره وفود من أكثر من ثمانين دولة قضايا تشمل التمييز المجتمعي والقانوني والمساواة بين الجنسين، وممارسة العنف ضد المرأة، اضفت مشاركة النساء في دول الربيع العربي حيوية على المداولات. ورأى الوزير القطري في كلمته أن «الحكومات تتحمل المسؤولية الأساسية في مسألة النهوض بالمرأة» ودعاها الى «القيام بدور رائد في وضع الاستراتيجيات وتنفيذ برامج محددة للقضاء على الفقر والأمية وضمان فرص متساوية للمرأة في الحصول على التعليم»، واعتبر أن «التمييز المجتمعي والقانوني بين الرجل والمرأة في عالم اليوم ما زال يشكل عائقاً مخيفاً أمام تمكين المرأة من ممارسة حقوقها كافة». وقال العطية إن قطر «مكّنت المرأة من ممارسة حقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وكرست من خلال الدستور مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين رجالا ونساء». وأشار الى دور الشيخة موزا بنت ناصر في تعزيز الشأن الانساني وتمكين المرأة، وأكد أن الدوحة عازمة على المضي قدماً في دعم جهود المرأة وتمكينها اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً. وقال رئيس الوفد السعودي السفير في الدوحة أحمد بن علي القحطاني: «إننا في السعودية نوازن بين ثوابت ديننا ومتغيرات عصرنا، ننهل من الماضي ولا نغفل المستقبل، ومن خلال تطبيقنا أحكام الشريعة الاسلامية التي لا تفرق بين الرجل والمرأة نؤكد أهمية النهوض بالمرأة وتمكينها وتقدمها». وشدد على أن «تقدم المرأة في السعودية ومشاركتها في جوانب التنمية كافة أصبح واقعاً ملموساً»، لافتاً الى «مبادرات واجراءات عملية اتخذتها الحكومة السعودية» بينها «التوسع في ايجاد فرص عمل للمرأة في القطاعين العام والخاص، وشمل ذلك تعيين المرأة في السلك الديبلوماسي، وزيادة معدلات التعليم والتعليم العالي للفتاة السعودية والتي أفرزت جيلاً نسائياً جديداً تبوأ مناصب قيادية». وأشار الى مشاركة المرأة في فعاليات الحوار الوطني التي ينظمها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني. وقال القحطاني أن «طرح مسألة العنف ضد المرأة في السنوات الأخيرة بشفافية عالية من خلال الخطاب العام والبحوث الأكاديمية مكّن حكومة بلادي من اتخاذ العديد من المبادرات»، مشيراً الى دور المرأة السعودية الاعلامي والثقافي وتميزها في مجالات الطب وطنياً ودولياً ودورها المميز في العمل التطوعي. وأكد «توسيع نطاق المشاركة الشعبية والسياسية للمرأة السعودية»، لافتاً الى قرارات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي صدرت أخيراً في شأن مشاركة المرأة عضواً كامل العضوية في مجلس الشورى، واعتبر أن ذلك يأتي امتداداً لمشاركتها كمستشارة في المجلس، اضافة الى حق المرأة بالترشح والانتخاب لعضوية المجالس البلدية. وركزت السعودية في المؤتمر على «معاناة المرأة والفتاة الفلسطينية تحت الاحتلال الاسرائيلي»، ودعت الى «المساهمة في تقديم أشكال الدعم والمساعدة لتحقيق التمتع الكامل بحقوق الانسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتخفيف من الآثار السلبية السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها الفلسطينيات». ونوّهت وزيرة التأمينات والشؤون الاجتماعية في مصر الدكتورة نجوى خليل بدور المرأة المصرية في ثورة 25 يناير، وقالت إن المؤتمر سيعتمد اليوم «اعلان الدوحة» لدعم المرأة وتعزيز دورها.