تواصلت أمس فعاليات أيام مجلس التعاون في لندن بافتتاح ندوة "دور المرأة في التنمية في دول مجلس التعاون". العطية: المرأة حصلت على مساحة أكبر للمشاركة على كل الأصعدة بما فيها المناصب القيادية وقال عبدالرحمن العطية الأمين العام لمجلس التعاون في مداخلة أمام الندوة ان التنمية ترتكز على حشد جميع الطاقات في المجتمع من دون تمييز بين الأفراد، وان الاهتمام بإشراك المرأة وتفعيل دورها في التنمية جزء مهم وأساسي حيث انه لا يمكن سير عجلة التنمية بدون نصف طاقتها الانتاجية. وأكد العطية ان دول مجلس التعاون أولت اهتماماً كبيراً بتعزيز وتفعيل دور المرأة في جميع مناحي الحياة واستطاعت هذه الدول، ان تحقق الكثير من الانجازات في مجال تمكين المرأة، حيث توالت الجهود لوضع الخطط التنموية المختلفة التي من شأنها أن تعزز وضع المرأة وتمكنها من ممارسة حياتها في المجتمع على قدم المساواة مع الرجل، وفي هذا الصدد تم منح المرأة مساحة أكبر للمشاركة على كل الأصعدة، بما في ذلك المناصب القيادية في القطاعين الحكومي والخاص، كما فتحت لها الأبواب للمشاركة البرلمانية لتساهم في رسم مستقبل بلدانها، وأصبح لها حق الترشح والانتخاب في مجالس الشورى والبرلمانات والمجالس البلدية. وقالت الدكتورة أسماء العطية (قطر) ان دول مجلس التعاون اهتمت بتعليم المرأة وجعلته الركيزة الأساسية التي تنطلق فيها المرأة نحو تحقيق أهدافها، حيث جاءت استراتيجية التنمية الشاملة بعيدة المدى لدول مجلس التعاون للفترة من 2000 إلى 2025 والتي أقرها المجلس الأعلى لمجلس التعاون في دورته التاسعة عشرة ديسمبر 1998 بهدف تحقيق مسيرة تنموية مستدامة لدول المجلس في كل المجالات، مؤكدة ان للتربية والتعليم دور أساسي للاستراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة واسهامها في عملية التنمية البشرية. من جهتها أشادت السيدة هيفاء الكيلاني من المنتدى الدولي للمرأة العربية بالدور الذي تضطلع به المرأة في العالم العربي مشيرة إلى المكانة المرموقة التي وصلت إليها وتبوأت من خلالها العديد من المناصب المهمة في مختلف المجالات، وأوضحت في ورقتها إلى ما وصلت إليه المرأة في دول مجلس التعاون خلال العشر السنوات الماضية مؤكدة ان المرأة الخليجية أصبحت تنافس الرجل في العديد من المناصب القيادية حيث أضحت تنافس مثيلاتها في العديد من الدول المتقدمة. ورحّبت الوزيرة البريطانية البارونة سعيدة فارسي بحصول النساء على مراكز حكومية واقتصادية في دول الخليج العربية، ودعت إلى منحهن دوراً أكبر في التنمية. وقالت البارونة سعيدة أول مسلمة تشغل منصباً وزارياً في تاريخ المملكة المتحدة عن دور المرأة في التنمية في دول الخليج العربية: "إن المناقشات التي تجري في الخليج حول دور المرأة لا تختلف عن تلك التي تجري في المجتمعات الغربية، لكن هناك حاجة أكبر للاستفادة من امكانيات المرأة في الدول الخليجية". وأملت أن "يتم النظر إلى النساء اللاتي يعملن في الحكومة وقطاع الأعمال في الخليج كقدوة داخل بلدانهن حتى يتسنى للمرأة الارتفاع أكثر في المناصب وتحقيق منجزات أكثر". الى ذلك، عقد وزراء من مختلف وزارات الحكومة البريطانية أمس اجتماعاً مع نظرائهم الخليجيين بمقر وزارة الخارجية في لندن لمناقشة سبل الارتقاء بالعلاقات بين بريطانيا ودول الخليج. وقالت الخارجية البريطانية إن الوزراء "ناقشوا ما تم إحرازه من تقدم منذ تولي الحكومة الائتلافية السلطة، بما في ذلك تأسيس فريق المهمات البريطاني - الإماراتي، وتوقيع مذكرة تفاهم بين المملكة المتحدة والكويت بشأن التعاون الأمني، وزيارة الدولة المرتقبة التي سيقوم أمير دولة قطر إلى المملكة المتحدة". وأضافت الوزارة أن الاجتماع "كان واحداً من بين عدد من الفعاليات المقامة في لندن الهادفة إلى تعميق وتوسيع التعاون بين المملكة المتحدة ودول الخليج، بما في ذلك (معرض أيام دول مجلس التعاون الخليجي في أوروبا) وسلسلة من الفعاليات التجارية والاستثمارية الكبيرة". وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن جهود الحكومة الائتلافية الرامية إلى الارتقاء بعلاقات المملكة المتحدة مع دول الخليج "باتت تؤتي ثمارها بالفعل، وتبين الفعاليات المقامة خلال الأسبوع الجاري مدى عمق هذه العلاقات، وسيقوم أمير قطر بزيارة دولة إلى المملكة المتحدة، كما ستقوم الملكة بزيارة دولة إلى كل من سلطنة عمان ودولة الإمارات، وسنستضيف كذلك لقاء (حوار المملكتين) مع المملكة العربية السعودية".