طهران - «الحياة»، رويترز - حذرت السلطات الإيرانية المعارضة الإصلاحية امس، من تنظيم تظاهرات غداً، في الذكرى السنوية الأولى لوضع زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي في إقامة جبرية، فيما أفادت معلومات بتهديد طهران معارضين في الخارج. ورأى حاكم طهران، مرتضى تمدن، في دعوة المعارضة إلى التظاهر، «دعاية» للتقليل من أهمية التجمعات التي أحيت السبت الذكرى ال 33 للثورة، ولجعل الإيرانيين يحجمون عن المشاركة في الانتخابات الاشتراعية المقررة الشهر المقبل. وقال: «نحن متأكدون من أن الشعب لن يستجيب (للدعوة). وعلى رغم أنها مجرد دعاية، أجهزتنا الأمنية مستعدة لمواجهتها». وعشية تظاهرة المعارضة، أفادت وكالة «مهر» بأن أكثر من 30 مليون إيراني عجزوا عن فتح بريدهم الإلكتروني في مواقع أجنبية، مثل «غوغل» و»ياهو» وهوتميل». وأشارت إلى أن شركة الاتصالات الوطنية لم تعلّق على ذلك، مكتفية بتأكيد أن لا صلة لها بتلك المواقع. حملة اغتيالات؟ في غضون ذلك، أفاد موقع «روز» المؤيد للإصلاحيين بأن السلطات الإيرانية تدرس مجدداً اغتيال «شخصيات معارضة بارزة» مقيمة في الخارج، بينها الدكتور عبد الكريم سروش والمحامية شيرين عبادي الحائزة جائزة نوبل للسلام، مشيراً إلى أن آخرين تلقوا تهديدات بالقتل، من خلال اتصالات هاتفية أو عبر البريد الإلكتروني. وأضاف الموقع أن عبادي وسروش ومسؤولاً إيرانياً بارزاً منشقاً، هم بين شخصيات تلقت تهديدات بالقتل، من أفراد مرتبطين بالنظام. وزاد أن ناشطين وصحافيين إيرانيين مقيمين في الخارج، تلقوا أيضاً تهديدات عبر البريد الإلكتروني، بعضها مصدره سفارات إيرانية في الدول حيث يقيم هؤلاء. ولفت الموقع إلى أن الرسائل الإلكترونية تطالب الناشطين بالتزام الصمت، أو مواجهة عواقب نشاطاتهم أو تصريحاتهم. وأفاد «روز» بأن طهران جمّدت اغتيال معارضين في الخارج، بعد انتخاب الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي والرد الأوروبي القاسي على تصفية ناشطين سياسيين إيرانيين وقادة أكراد في مطعم «ميكونوس» في برلين عام 1992. لكن الموقع أشار إلى تكثيف تهديدات ضد معارضين مقيمين في الخارج، تزامناً مع تصاعد التوتر بين إيران والغرب في شأن برنامجها النووي، واحتمال شنّ هجوم على منشآتها الذرية. ونقل الموقع عن صحافي إيراني مقيم في فرنسا انه تلقى تهديدات بالقتل، عبر الهاتف والبريد الإلكتروني، حذرت من أن وجوده في الخارج لن يمنع الأجهزة الإيرانية من «إعادته في سهولة إلى البلاد، متى تعتبر ذلك مناسباً». وأشار إلى انه قدّم شكوى إلى الشرطة، من دون أن يستبعد تنفيذ التهديد. رفسنجاني إلى ذلك، أفاد موقع «راه سبز» المعارض بوقف اللقاءات الأسبوعية التي كان يعقدها رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني مع مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي، منذ تولى الأخير منصبه عام 1989. تزامن ذلك مع تقرير لموقع «تابناك» أفاد بإطلاق شعارات وهتافات مناهضة لرفسنجاني، تتهمه بمعارضة خامنئي، خلال التظاهرات التي نظمها النظام السبت، إحياءً لذكرى الثورة. واعتبر مراقبون ذلك مقدمة لعدم تجديد رئاسة رفسنجاني للمجلس، وهذا آخر منصب رسمي بارز يتولاه، بعد عزله من رئاسة مجلس خبراء القيادة لمصلحة محمد رضا مهدوي كني. في الوقت ذاته، انتقد محمد حسين صفار هرندي، وهو مستشار ثقافي لدى «الحرس الثوري»، سلوك رفسنجاني خلال انتخابات الرئاسة عام 2009، والاحتجاجات التي أعقبتها. وفي إشارة إلى نجلي رفسنجاني، مهدي وفائزة، قال صفار هرندي، وهو وزير ثقافة سابق: «أقارب رفسنجاني شنّوا حرباً على المرشد، وهو لم يتكفِ بامتناعه عن وقف ذلك، بل ساندهم في شكل ما». وأضاف: «خلال انتخابات 2009، أعلنت فائزة أنها لن تعترف بأي شخص بوصفه مرشداً، وقال مهدي انه إذا أصبح والده رئيساً مجدداً، سيقلّص صلاحيات المرشد».