وسط حضور رسمي وممثلين من الشركات العاملة في قطاع السياحة، احتفلت سلطنة عمان بتدشين فعاليات «مسقط عاصمة العرب السياحية» للعام الجاري بحفل كبير أكد رهان السلطنة على السياحة في تنشيط ناتجها المحلي والإعلان عن نفسها بقوة وسط تنافس على حصة السياحة في المنطقة. كما دشن الحفل شعار الاحتفالية الذي يجسد «الأبعاد والمقومات السياحية المستوحاة من جغرافية التنوع الطبيعي والتراث التاريخي والبيئة النقية من خلال تصميم استثنائي نابع من المكانة السياحية التي تبوأتها مسقط محلياً وعربياً ودولياً بفضل ما تمتعت به من تنوع ثري، وتعبر فكرة الشعار بحروفها عن طبيعة البيئة العُمانية كما ترتبط بقوة بالضيافة العُمانية الأصيلة». وأكد وزير السياحة العماني عبدالملك الهنائي ان مسقط ستشهد الكثير من الفعاليات خلال هذا العام متوقعاً ان تستقطب عدداً كبيراً من السياح بما يتجاوز عددهم العام الماضي والذي وصل إلى نحو مليون ونصف مليون سائح، مشدداً على تقديم خدمات متكاملة للسياح بمشاركة مختلف الجهات ذات الصلة في السلطنة. ورأى ان قطاع السياحة في البلاد يشهد حالياً تغيرات مهمة نتيجة تنفيذ مشروعات متنوعة في مجال البنية الأساسية والمنتجعات السياحية الكبيرة، ما يثري صناعة السياحة في السلطنة. وأشار رئيس المنظمة العربية للسياحة الدكتور بندر بن فهد الفهيدي إلى أن مسقط حققت كل المعايير التي يتطلبها الفوز بهذا اللقب المهم، مؤكداً أنها «مدينة متميزة بين شقيقاتها العربية ومهيأة لتستقطب أعداداً كبيرة من السياح، خصوصاً في ظل ما تنعم به السلطنة في شكل عام من أمن واستقرار وتنمية متطورة»، مضيفاً أن «دخل القطاع السياحي مهم جداً ويعزز الاقتصاد ويرفع حجم الناتج المحلي حيث إن متوسط مساهمة السياحة في الناتج المحلي يتراوح بين 12 و 16 في المئة، كما ان هناك دولاً تعتمد كلياً على السياحة». وتحدث الفهيدي عن تأثيرات ثورات الربيع العربي في السياحة في البلدان العربية، وقال: «أثّر ذلك في شكل ملحوظ وفقدنا الى الآن اكثر من 5 ملايين سائح وبلغ حجم الخسائر أكثر من 7 مليارات دولار منذ ان بدأت هذه الظروف». وتناول الفهيدي معايير اختيار العواصم والتي أهلت مسقط لتكون عاصمة للسياحة العربية 2012، وأولها سهولة الوصول إليها (مطار دولي، طرق برية، موانئ)، ثم المعالم السياحية والأثرية على اختلاف نوعيتها (آثار طبيعية، متاحف، حدائق كبرى)، وكذلك توافر البنية الأساسية الضرورية (شبكة الطرق في المدينة، اللوحات الإرشادية، الكهرباء والمياه، الاتصالات، خدمات الإنترنت)، وأيضاً توافر الخدمات المرتبطة بالسياحة (مكاتب الاستعلامات والإرشاد السياحي، المصارف، المستشفيات، توافر الأمن للسائح، البريد، شركات السياحة، الاشتراك في نظام التنبيه للكوارث الطبيعية، القنوات الفضائية والمطاعم السياحية، الخرائط والمطبوعات، وسائل النقل)... وغيرها. ويُبرز شعار الاحتفالية ملامح من التراث العماني الذي يكون كلمة مسقط باللغة العربية وكل حرف له معنى، حيث ان (الميم) و(القاف) ودائرة (الطاء) ترمز إلى الحلي والفضيات، أما (السين) فعبارة عن الشكل الهندسي للعمارة العمانية ويرمز إلى القلاع والحصون في السلطنة، في حين تتشكل دلة القهوة من زخارف ونقوش مستوحاة من تصاميم الكمة والمصر العمانيين. ويمثل الخط الذي يصل بين كل الحروف إلى شاطئ مطرح، وتم اختيار الألوان من ألوان العلامة التجارية لسلطنة عمان والتي تمثل مزيجاً فريداً من التراث التقليدي والتصميم المعاصر للعاصمة مسقط.