يقضي نحو ألف سعودي ما يقرب من مليون ساعة سنوياً من وقتهم، في أحد المقاهي الفخمة في مدينة الدمام، بمعدل 18 ساعة في الأسبوع لكل واحد منهم، في جلسة مريحة يُقدَّم لهم من خلالها المعسل والشيشة والشاي والمشويات، في ظل قنوات تلفزيونية متنوعة يقدمها المقهى كخدمة مجانية. ويقدِّر أحد المسؤولين عن المقهى أن مرتادي المقهى يقضي أغلبهم بين ساعتين وأربع ساعات من وقتهم يومياً، مؤكداً أن ما يصرفه هذا العدد الكبير من المرتادين يصل إلى 30 ألف ريال يومياً، بمعدل 30 ريالاً للشخص، ويبلغ دخل المحل الشهري نحو 700 ألف ريال. ويقول مدير المقهى (من جنسية عربية تحتفظ الحياة باسمه) هذه الساعات والأموال المُنفَقة ثروة كبيرة تُنفق في المحل، ويشير إلى بعض الشباب العاطل عن العمل الذي يعاني من فراغ كبير، يهدر وقته وماله في الجلوس لفترات طويلة في المقهى، تصل إلى سبع ساعات يومياً، يصرف الواحد منهم خلالها أكثر من 50 ريالاً على المعسل والشاي. وأبدى استغرابه من زبائن يرتادون المقهى ويتصرفون كالمراهقين، ويقضون أوقاتهم في شرب الشيشة ولعب الورق، دون مبالاة للوقت، وكأنهم مصابون بإدمان اسمه المقهى. ويضيف «هذا الكلام لا يُرضي صاحب المقهى والزبائن، لكنها الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع، فقضاء الوقت بين الأسرة والاهتمام بتدريس الأبناء وتربيتهم يجب أن تكون له الأولوية». ويرى أن قسماً من المسؤولية يعود لعدم وجود «البديل». وينقسم مرتادو المقاهي إلى ثلاثة أنواع، حسب تصنيف عمر القحطاني (يصف نفسه من كبار مرتادي المقهى)، القسم الأول مدخن شيشة، والثاني مدخن سجائر ومعسل، والقسم الثالث مدمن جلسة شباب وتلفزيون، خاصة البرامج الرياضية ومباريات كرة القدم بالتحديد، إذ توفر له جلسات المقاهي الخصوصية التي يطلبها، وفي كل جلسة جهاز تلفاز يتحكم به وحده، ويضم القنوات بأنواعها. ويضع القحطاني نفسه في الصنف الثالث، ويرى نفسه من مدمني الأفلام ومشاهدة مباريات كرة القدم والمصارعة الحرة، وأوضح أن ما ينفقه يومياً 10 ريالات، أما في حال وجود «الأصحاب» فالمبلغ يرتفع.