أكثر مرتادي المقاهي من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 30 سنة، من بينهم الموظف والعامل والطالب والعاطل عن العمل. الجميع يأتون إلى هذه المقاهي خصوصا في المساء لقضاء الوقت في تدخين الشيشة والسمر فيما بينهم. في ظل عدم وجود أماكن عامة وترفيهية في منطقة حائل، يقصد الشباب تلك المقاهي لقضاء أوقات فراغهم، ولا هم للمقاهي سوى تحقيق الربح، ضاربة بالأوامر والتعليمات عرض الحائط، متجاهلة ما تقوم به الجهات الحكومية والمؤسسات الصحية والمدنية من محاضرات وأنشطة توعوية وإرشادات عن أضرار التدخين والتبغ ومشتقاته وما تصرفه الحكومة من مبالغ مالية على عيادات مكافحة التدخين التي أنشأتها لعلاج المدمنين، والغريب أن الأمانة والجهات ذات العلاقة تمنح تسهيلات للمستثمرين وإعطاء التصاريح. يجمع كل من فهد الرشيدي وخلف الشمري وعيد الجهني على أن ارتياد هذه المقاهي ما هو إلا لكسر الروتين الذي اعتاد عليه الكثير من الشباب، مشيرين إلى ارتفاع أسعارها. ناصر البالغ من العمر 15 عاما يقصد هذه المقاهي خلسة مخافة أن يعلم أحد أفراد أسرته بأنه يزور المقهى بانتظام لتدخين الشيشة «لا أجد مكانا أفضل من المقهى حتى عند ذهابي للسوق أجد نفسي غير مرتاح، لذا أتواعد مع أصدقائي من أجل التدخين رغم علمي بأن التدخين مضر بالصحة ولكنني تعودت عليه». ويضيف فيصل النايف أن تجمع الشباب في هذه المقاهي أصبح ظاهرة في الأوساط الشبابية في حائل، وهناك عدد ليس بالقليل من مقاهي الشيشة منتشرة على طريق المدينة وعلى طريق القصيم، فيما يصرف أصحاب تلك المقاهي يوميا ما يقارب 300 رأس من الشيشة ونظرا لقلة توفر الأماكن السياحية الشبابية في أغلب مناطق المملكة خاصة في منطقة حائل، انتشرت المقاهي ونجحت في استقطاب الشباب من محبي الشيشة، بل إن هناك مقاهي تقدم (المعسل) قبل الشاي والقهوة لهذه الفئة من الشباب ما يضع هؤلاء في دائرة الخطر وإدمان تعاطي التبغ. وربما لهذا السبب، يطالب نايف الرشيدي أصحاب المقاهي التي توفر الشيشة والمعسل للشباب، بمنع دخول الذين تقل أعمارهم عن الثامنة عشرة. وأضاف سامي التميمي، وعبدالاله الجار الله، ونافل الرشيدي، أن المقاهي وسيلة إلى تغيير الجو للخروج من الروتين المعتاد في ظل عدم توفير هيئة السياحة وهيئة تطوير حائل أماكن سياحية للشباب لقضاء أوقاتهم وتغيير الفكر السائد عن المقاهي لدى الشباب.