منذ نعومة أظافري وبراءة طفولتي التي أعدمها كلياً حالياً، أسمع البعض يتغنى بلبنان الإشعاع والنور، وأنه «نيال من له مرقد عنزة» فيه. ومنذ تفتحت على الواقع الأليم الذي تعيشه عامة الشعب في «ليبانون لاند» (Lebanon Land)، حيث لا توجد دولة أو حتى وطن افتراضي، لمست أن لبنان أرض سائبة لزعماء الطوائف ووحوش المال. وتبين لي أن الإشعاع هو إشعاع طائفي مالي قاتل، والنور هو نار تحرق اليابس والأخضر كلما تهدّدت امتيازات هؤلاء. وعليه، لا يختلف الوضع الرقيقي لأساتذة التعاقد في الجامعة اللبنانية الذين يبذلون كل جهد من أجل التأهيل التربوي الأفضل، لكن غير مسموح لهم قبض بدلات تدريسهم شهرياً أو سنوياً وحتى بعد ثلاث سنوات متتالية، من دون تبرير أو إعلان أو إبلاغ ،إذ هناك حفنة من كتبة البلاطات الطائفية والمذهبية والمالية يسيطرون على مصائر هؤلاء المتعاقدين طوال سنوات عملهم والى حين بلوغهم السن القانونية من دون ضمانات صحية أو مالية أو ما شاكل. لا أتطفل إذا قلت انه توجد تجارة رقيق تربوي في الجامعة اللبنانية لم تعرف مثيله الإنسانية بعد. متى تصرف مستحقات هؤلاء الأساتذة «الأوادم»؟ ما هو دور رئيس الجامعة اللبنانية العتيد الجديد؟ هل هناك من يعمل على تجويع هؤلاء الأساتذة؟ ولماذا؟ هل هناك «بقية إحساس بالواجب «تدفع المسؤولين في الجامعة إلى إنهاء وليمة تجارة الرقيق هذه وتقضي على رموز التخلف والفساد والاستغلال؟ أستاذ سابق في الجامعة اللبنانية – بريد إلكتروني