بوردو (فرنسا) - أ ف ب - اتهم وزير العمل الفرنسي السابق أيريك فيرت القريب من الرئيس نيكولا ساركوزي باستغلال النفوذ في قضية تجمع بين المحسوبية والتمويل السياسي غير الشرعي. واستجوب فيرت في بوردو (جنوب غرب) الأربعاء من قبل ثلاثة قضاء يتولون التحقيق في الملفات المرتبطة بوريثة شركة منتجات التجميل «لوريال» ليليان بيتانكور التي تحتل المرتبة الثالثة بين أثرياء فرنسا. وأعلنت نيابة بوردو بعد يوم الاستماع هذا أن فيرت «اتهم باستغلال النفوذ من اجل شخص آخر». وهذه جنحة قريبة من الفساد يفترض أن المتهم استخدم سلطته للحصول على صلاحيات عامة أو امتياز أو قرار لمصلحة شخص آخر. وفي هذه المرحلة، لم يقر القضاة سوى بجزء من الشكوك المحيطة بفيرت. لكنهم قاموا باستجوابه الأربعاء حول وقائع كان يمكن أن تؤدي إلى اتهامات «باستغلال السلطة لمصلحته الخاصة» وخصوصاً من اجل «تمويل غير شرعي لحزب سياسي أو لحملة انتخابية»، وفق بيان النيابة العامة. وتشكل هذه الشكوك مصدر إرباك لفيرت وساركوزي الذي يفترض أن يعلن في الأسابيع المقبلة ترشحه لولاية رئاسية ثانية. وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه سيهزم أمام مرشح الحزب الاشتراكي فرنسوا هولاند في الاقتراع الذي سيجري في 22 نيسان (أبريل) والسادس من أيار (مايو) المقبلين. فبعض تحقيقات القضاة تستهدف تمويل الحملة التي فاز فيها الرئيس الفرنسي في 2007. وفيرت (56 سنة) وزير العمل السابق ومسؤول الخزانة في حزب الغالبية الاتحاد من أجل حركة شعبية وفي الحملة الأخيرة لساركوزي، متهم بأنه تلقى أموالاً من ليليان بيتانكور. ونفى فيرت باستمرار ارتكابه أي مخالفة. لكن كلير تيبو المحاسبة السابقة لعائلة بيتانكور أكدت مرات عدة للشرطة والقضاء أنه طلب منها في بداية 2007 سحب 150 ألف يورو لتسليمها إلى أيريك فيرت. وقالت في نهاية المطاف إنها سلمت خمسين ألف يورو نقداً إلى باتريس دي ميستر رجل الثقة السابق لليليان بيتانكور، الذي لمح بدوره إلى أن المبلغ سيسلم في اليوم التالي إلى فيرت لتمويل حملة نيكولا ساركوزي. ويخضع التمويل السياسي في فرنسا لقواعد صارمة منذ التسعينات. ويمكن تقديم هبات إلى شخصيات لكن بحدود صارمة جداً. ولم تذكر نيابة بوردو مساء الأربعاء الوقائع المحددة التي اتهم بها فيرت لكن يبدو أنها تنطبق على الظروف التي أحاطت بتوظيف زوجته في الشركة التي تدير ثروة بيتانكور. ويريد المحققون معرفة ما إذا كانت هناك علاقة بين توظيف ومنح باتريس دي ميستر وسام جوقة الشرف، أعلى وسام فرنسي في 2008. ودي ميستر كان أيضاً مدير هذه الشركة المكلفة إدارة مصالح بيتانكور. وقد منح الوسام بعد تدخل من فيرت. وفي هذه القضية المتشعبة التي نجمت عن خلاف عائلي بين ليليان بيتانكور وابنتها، يشتبه بأن أشخاصاً عدة استغلوا ضعف السيدة الثرية لانتزاع أموال منها. وينطبق ذلك على المصور فرنسوا ماري بانييه المتهم بصنع ثروة من هداياها وهباتها. وقد وجه إليه القضاة في بوردو اتهامات رسمياً في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وأفادت فحوص أجريت في حزيران (يونيو) الماضي بأن السيدة المسنة بدأت تعاني منذ سنوات مما يعتبره الأطباء «خرفاً مختلطاً» و»مرض الزهايمر في مرحلة حادة إلى حاد ما».