واشنطن - أ ف ب - أظهر أطباء متخصصون بالأعصاب أنه بالإمكان تحسين الذاكرة، من خلال تحفيز منطقة معينة في الدماغ، كما أفادت دراسة أميركية. وركز أطباء من جامعة كاليفورنيا على منطقة القشرة الدماغية الأنفية الداخلية الرئيسة في الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والممر الرئيس قبل الحصين، أي المنطقة المسؤولة عن معالجة الإشارات والذاكرة الدائمة. ويقول المعد الرئيسي للبحث الطبيب ايزاك فرايد «أن القشرة المخية الأنفية الداخلية هي باب الدخول إلى وحدة الذاكرة المركزية». ويوضح أن «أي تجربة حسية أو بصرية نحفظها في الذاكرة تمر عبر هذه البوابة للوصول إلى الحصين، فالخلايا الدماغية ينبغي أن تمرر رسالة عبر هذا الممر حتى تتشكل الذاكرة». وفي إطار الدراسة، تابع أطباء الأعصاب سبعة مرضى يعانون الصرع زرعت لهم أقطاب كهربائية في الدماغ لفهم سبب الاختلاجات التي تصيبهم. واستعانوا بالأقطاب ذاتها لتسجيل نشاط العصبونات عندما تتشكل الذاكرة. واستعان هؤلاء بلعبة إلكترونية تحاكي سيارة أجرة في مدينة افتراضية ليختبروا ما إذا كان تحفيز القشرة الدماغية الداخلية في أعماق الدماغ، أو الحصين تؤثر في القدرة على التذكر. ولعب المشاركون دور سائقي سيارة الأجرة الذين ينقلون الركاب في كل أرجاء المدينة. ويشرح فرايد: «عندما كنا نحفز كهربائياً الألياف العصبية في القشرة المخية الأنفية الداخلية في حين كان المشاركون يتعلمون التعرف إلى الطرق والأماكن المختلفة، كانوا ينجحون في التعرف في شكل أفضل على شوارع المدينة. لقد تعلموا أيضاً أن يسلكوا طرقاً مختصرة، ما يظهر تحسناً في ذاكرة المكان لديهم». واعتبر طبيب الأعصاب «أن تحفيز هذا الممر المؤدي إلى الحصين هو الذي كان فعالاً لتحفيز عملية الحفظ في الذاكرة وليس الحصين في حد ذاته».