تحتفل فرقة «ميتاليكا» الأميركية بالذكرى العشرين لإطلاق إحدى أشهر أسطواناتها التي تحمل عنوان «بلاك ألبوم» (الألبوم الأسود)، وذلك في حفلة تحييها قرب باريس في 12 أيار (مايو) المقبل، على مدرج «ستاد دو فرانس» الذي يتّسع ل 80 ألف متفرّج. ومن المتوقع أن تنفد بطاقات الدخول قبل موعد الحفلة بفترة طويلة، كما يحصل مع كل حفلة تحييها الفرقة المتخصصة بموسيقى ال «هيفي ميتال». ويضم الألبوم الذي أطلق عام 1991 وبيع منه أكثر من 28 مليون نسخة في العالم، وسمّاه المعجبون «بلاك ألبوم» بسبب غلافه الأسود، بعض أغاني الفرقة الأكثر شهرة مثل «أنتر ساندمان» و «ناثينغ إلس ماترز». وخلال الحفلة، فستؤدي «ميتاليكا» أغاني الألبوم كلها. بدأت حكاية «ميتاليكا» في عام 1981، حين قرر الدنماركي لارس أولريش والأميركيون كيرك هاميت وكليف بورتون وجيمس هيتفيلد، تأسيس فرقة موسيقية غير مألوفة تنتمي إلى النوع النادر من موسيقى «ميتال تراش» لما تعزفه من لون موسيقي صاخب بعيد كل البعد عن الألحان الكلاسيكية. ولم يكن النجاح حليف الفرقة في سنواتها الأولى وأسطواناتها الأولى. ولم تجذب حفلاتها الجمهور العريض. وطال الانتظار نحو خمس سنوات قبل أن تعترف بها المهنة الموسيقية والاستعراضية الأميركية رسمياً وتتسلق الفرقة سلم الشهرة والمجد وتحتلّ مكانة مميزة هي الرابعة على مستوى العالم بين الفرق المتخصصة في «الهيفي ميتال» المرادف ل «ميتال تراش». وبما أن شعبية «ميتاليكا» صارت دولية، راحت الفرقة تطوف عواصم العالم حاصدة أكبر الجوائز في ميدانها وضاربة الأرقام القياسية على شباك التذاكر وفي عدد الألبومات المباعة. وفي نهاية الثمانينات حين سطع نجمع «ميتاليكا» عالمياً، تعرض أعضاء الفرقة لحادث سير مروّع راح ضحيته كليف بورتون، الأمر الذي أدى برفاقه الثلاثة الآخرين إلى التوقف عن متابعة مسيرتهم الفنية، لكن عائلة بورتون لم تقبل بذلك طالبة منهم الاستمرار باسمه وتكريماً له. وهكذا انضم جايسون نيوستيد إلى الفرقة بدلاً من بورتون، وواصلت هذه الأخيرة المسيرة مكملة ما بدأته. وفي 1991 سجلت ألبوم «ميتاليكا» المسمى أيضاً «بلاك ألبوم» الذي حقق إنجازاً فريداً من نوعه في مشوار كل من الفنانين الأربعة، بما أنه بيع بما لا يقلّ عن 13 مليون نسخة في الولاياتالمتحدة الأميركية وحدها، و28 مليوناً في العالم كله في ما بعد. وعلى رغم النجاح الساحق الذي عرفته «ميتاليكا»، كادت أن تنهار مرات عدة بسبب خلافات جوهرية بين أفرادها، حال ما يحدث في العدد الأكبر من الفرق الموسيقية الرائدة. ولكن الحكمة سيطرت على القرار الحاسم في كل مرة. وفي مطلع الألفية الحالية قرّر نيوستيد مغادرة «ميتاليكا» للانضمام إلى فرقة أخرى، وحلّ مكانه روبرت تروجيلو. وفي الفترة نفسها سجلت الفرقة ألبوم «سانت أنغر» الذي لم ينل إعجاب النقاد ولا جمهور الفرقة نفسه. وأتى ألبوم «ديث ماغنيتيك» في عام 2008، ليغير الوضع ويعيد إلى الفرقة نجاحها الباهر.