القدس المحتلة - أ ب - اثارت محاولة رجال شرطة من «حماس» اعتقال شابة فلسطينية كانت مع مجموعة من الأصدقاء، بينهم ذكور، في نزهة على شاطئ غزة في إحدى ليالي شهر حزيران (يونيو) الماضي، مخاوف من ان الحركة الإسلامية تحاول فرض الشريعة الإسلامية بالقوة. وروت الصحافية أسمى الغول كيف تعرض أصدقاؤها الذكور للضرب من شرطة «حماس» واعتقلوا لساعات، قبل ان يطلب منهم توقيع تعهد بعدم تكرار انتهاك العادات والتقاليد، مشيرة الى ان الشرطة اوضحت في تلك الليلة ان بعض التصرفات لن يكون مقبولاً في غزة. يذكر ان الغول لا ترتدي الحجاب او تغطي شعرها، وكانت تلبس سروالاً من الجينز في تلك الليلة، ونزلت البحر وهي في كامل ملابسها مع صديقة لها، قبل ان تطلب من صديق لها مرافقتها الى منزل قريب يستأجره صديقان لها كي تستحم وتغير ملابسها. وقال شاهد ان ثلاثة رجال شرطة حضروا الى المنزل وانتظروا في الحديقة وأخذوا بطاقة هوية الغول وطلبوا منها مرافقتهم الى قسم للشرطة، لكنها رفضت، فوقعت مشادة، لكنها تمكنت من استرداد هويتها وتجنب الاعتقال بعد تدخل احد قيادات «حماس» كان صاحب المنزل اتصل به. وأوضح الشاهد ان رجال الشرطة لم يعطوا تفسيراً لماذا يريدون اعتقال الغول، لكنهم ألمحوا الى ان سلوكها غير مقبول، في اشارة الى انه بحسب الشريعة الإسلامية لا يمكن للمرأة ان تخرج مع رجال من غير اقربائها. من جانبه، نفى الناطق باسم «حماس» اسلام شهوان وقوع الحادثة، لكنه قال ان «على سكان غزة ان يحافظوا على العادات والتقاليد». وهذه الحادثة هي الأولى التي تحاول خلالها «حماس» علناً معاقبة امرأة بسبب سلوك او تصرف لا تعتبره اسلامياً. لكنها تأتي بعد اشهر من الضغوط التي تمارسها الحركة على «الغزيين»، ومنها حض اصحاب المحال على ازالة الدعايات التي تحمل صوراً لأجساد النساء، وعدم عرض الملابس الداخلية النسوية في الواجهات، علماً ان مجموعات سبق ان هاجمت محال لبيع وتأجير اشرطة الفيديو. ويقول الناشط في مجال حقوق الإنسان عصام يونس: «هناك برنامج عام ومعلن لحفظ الأخلاق العامة في غزة»، مضيفاً: «في الحقيقة، ان ذلك يعني محاولة الحد من الحريات». وتنفي «حماس» ان تكون هناك حملة من هذا النوع، مشيرة الى انها لا تحاول فرض آرائها على أحد.